يواجه الأهل الكثير من الأخطاء التي يرتكبها أطفالهم، وعليهم أن يقوموا دائماً بحل هذه الأخطاء بالتلقين الغير مباشر وعدم اللجوء للعقاب كحل أولّي، هذا ما فعلته والدة نسمة؛ حيث كانت تعامل ابنتها بلطف وهدوء، وهذا ساعد ابنتها على أن تعترف لها بأخطائها، وأن تقوم والدتها بمساعدتها في كل مرّة.
قصة نادية ونسمة
نادية ونسمة كانتا صديقتين في الصف السادس، وكنّ يجلسن بجانب بعضهن البعض في الصف، وفي يوم من الأيام دخلت المعلّمة على الصف وعرضت على الطالبات سؤال صعب، فقامت نادية برفع يدها للمشاركة، وبالفعل استطاعت نادية أن تقوم بحل المسألة على السبورة بالشكل الصحيح، وعندما انتهت من ذلك أثنت عليها المعلمة وطلبت من الجميع التصفيق لها.
شعرت نسمة صديقة نادية بالاغتياظ منها، وقامت بسرقة قلمها بينما كانت عند السبورة، وعندما عادت نادية لم تجد قلمها وحزنت لذلك كثيراً، وعندما سألت صديقتها نسمة أخبرتها أنّها لم تره أبداً، وعادت نسمة إلى المنزل، ولاحظت والدتها وجود قلم غريب بين أغراضها، انتظرت والدتها حتى انتهت ابنتها من تناول وجبة الغذاء ومن ثم خلت معها إلى غرفتها.
كانت والدة نسمة تريد سؤالها بشكل غير مباشر فقالت لها: ما بكِ يا ابنتي يبدو عليكِ أنّكِ حزينة؟ قالت له نسمة: لقد قمت بفعل أمرين خاطئين يا أمي، أمّا الأوّل فقد قمت بسرقة قلم صديقتي نادية، والأمر الآخر أنني قد كذبت عليها وأخبرتها أنّني لا أعرف مكانه، اقتربت الأم من ابنتها واحتضنتها بهدوء ثم قالت لها: لا عليكِ يا ابنتي، فاعترافكِ هذا يوضّح ندمكِ الشديد، وجميعنا نتعرّض للخطأ.
قالت نسمة لوالدتها: وماذا سأفعل الآن يا أمّي؟ قالت لها أمّها: لا يمكن لكِ أن تقومي بكشف كذبك أما الجميع؛ فهذا أمر محرج، ولكن يمكنكِ أن تخبري صديقتك نادية أنّكِ قد وجدتي القلم بين أغراضكِ عن طريق الصدفة، ولكن عليكِ يا ابنتي أن تتعلّمي من هذا الخطأ، وأن لا تكرّرينه مرّةً أخرى.
شكرت نسمة والدتها إذ أنّها لم تقم بتوبيخها، وساعدتها أن تقوم بحلّ مشكلتها ومعالجة خطأها بكل هدوء ورويّة، وبذلك كانت والدتها لها خير معلّم وخير صديق.