من أهم الصفات المتواجدة في الصديق الحقيقي هي الوفاء، فالشخص الذي لا يمتلك الوفاء هو ليس صديق حقيقي، هذا ما اكتشفه وليد بصديقه الوحيد ماهر، وذلك عندما مرّ بوقت عصيب واحتاج من صديقه أن يقف بجانبه، كان يظنّ في بداية الأمر أن صديقه لن يساعده، ولكنّه اكتشف أن الصديق وقت الضيق، وبأن صديقه الوحيد كان وفيّاً كما عهده دائماً.
قصة هاتف صديقي
تحكي هذه القصة عن وليد الذي يسكن مع جدّه في المنزل، وكان وليد يعمل ولكن بالكاد يستطيع الحصول على المال الذي يكفي لنفقات المنزل ونفقات جدّه الذي يسكن معه، مرّت بوليد أيام صعبة كان يعاني فيها من عدّة أزمات؛ ومن ضمن الظروف الصعبة التي كان وليد يمرّ بها هي مرض جدّه؛ عندما مرض جدّه وأخذه إلى الطبيب، أخبره بأنّه يجب عليه أن يقوم بشراء بعض الأدوية اللازمة له.
لم يكن وليد يعلم ماذا سيفعل؛ فهو لا يملك المال ثمن تلك الأدوية الكثيرة؛ لذلك قرّر الاتّصال بصديقه الوحيد ماهر ليطلب منه المال، وعندما اتصل بصديقه وأخبره بوضعه الصعب، أخبره صديقه ماهر أن يمهله حتى المساء كي يعطيه الخبر اليقين، ولكن في المساء عندما اتصل وليد بصديقه ماهر لم يجب صديقه على مكالمته، في هذا الوقت حزن وليد كثيراً؛ فصديقه لم يكن صديقاً وفيّاً في هذه اللحظة.
خرج وليد من منزله وصار يفكّر بأي طريقة للبحث عن المال لشراء الأدوية لجدّه، وظلّ يبحث ويبحث دون أي فائدة، عاد وليد في المساء لمنزله والحزن يخيّم عليه، وعندما دخل المنزل تفاجأ بوجود الأدوية بجانب جدّه، وعندما سأل جدّه عن الأدوية، قال له: لقد جاء صديقك ماهر إلى هنا وطلب مني أن أعطيه وصفة الأدوية ليقوم بشرائها لي.
تفاجأ وليد وقال: ولكن لماذا لم يردّ على مكالمتي إذاً؟ قال له جدّه: لقد أخبرني صديقك بأنّه قد قام ببيع جهازه؛ حتى يستطيع شراء تلك الأدوية من أجلك، في هذا الوقت علم وليد أنّه يمتلك صديقاً من أوفى الأصدقاء، وأنّه كان مخطئاً بشأن ظنّه السيّء به.