قصة وردة الجوري المغرورة

اقرأ في هذا المقال


يجب علينا البعد عن الغرور؛ ليس فقط لأنّها صفة ذميمة، بل أحياناً لا يعلم الشخص المغرور متى ستكون نهايته، ومتى سيكون سقوطه واستسلامه، ومتى سيحتاج للعون والمساعدة من غيره، هذا ما حدث مع الوردة المغرورة، التي كانت تغترّ بأنّها الوردة الوحيدة في الأرض القاحلة، ولكنّها لم تكن تحسب أن ظروف هذه الأرض القاحلة قاسية ولا يحتملها إلّا النباتات القوية، وعندها شعرت الوردة بضعفها وحاجتها للآخرين، وقرّرت التوقّف عن الغرور وشتم الآخرين.

قصة وردة الجوري المغرورة

في أحد الصحاري الكبيرة يوجد هنالك وردة جوري ذات ألون باهية وجميلة، ولكن هذه الوردة كانت مغرورة بنفسها دائماً، إذ أنّها الوردة الوحيدة الجميلة في هذه الأرض القاحلة، وكانت تنزعج من وجود الصبارة بجانبها في المزرعة دائماً، وكانت تشتمها وتصفها بالنبتة القبيحة ذات الأشواك المزعجة، وكانت باقي النباتات تنزعج من كلام الوردة مع الصبارة، ولكنّها لم تكن تأبه لأحد.

لم تكن تعلم هذه الوردة أن الصبارة لديها ميزة لا تمتلكها هي، وهي قدرة تحمّل تفوق قدرتها هي بمراحل، وفي أيام الصيف الجاف تعرّضت هذه الوردة للذبول بسبب قلة الماء أو عدمه، بينما كانت الصبارة قد قامت بتخزين الماء بداخلها من قبل، لذلك ظلّت هي صامدة أمام هذه الظروف الصعبة والحر والجفاف.

في ذلك الوقت كانت الوردة تريد أن تطلب بعض الماء من الصبارة، لأنّها كانت ترى أنّها تمد الطيور بالماء من حولها، ولكنّها كانت تشعر بالخجل بسبب تعاملها غير اللطيف وكلامها السيء معها، ولكن في يوم من الأيام ولشدّة عطشها اضطرّت لطلب الماء من الصبارة، وتفاجأت الوردة بكرم الصبارة وطيب نفسها؛ على الرغم من كم الشتائم الذي تعرّضت له منها.

أعطت الصبارة الماء لهذه الوردة، واستعادت في ذلك الوقت جمالها وأوراقها الباهية، وعندما فكّرت في أن تعود للغرور تذكّرت أن الصبارة هي من كانت السبب في استعادة جمالها، فقرّرت أن تتوقّف عن غرورها وتوجيه الشتائم لغيرها، لأنّها لا تعلم ما هي الميزات التي خلقها الله بالآخرين بالإضافة لأنّها لا تعلم متى قد تكون بحاجة العون منهم في المرّات القادمة.


شارك المقالة: