يجب علينا تعليم أطفالنا أهمية العمل والجد والنشاط، ويجب أيضاً تعليمهم أهميّة التمييز بين وقت اللعب والعمل وإعطاء كل شيء وقته، سنحكي في قصة اليوم عن ولد كان يكره الدراسة ويحب اللعب ظنّاً منه أن الدراسة والعمل أمر لا جدوى منه، ولكنّه عندما نظر من حوله وتأمّل وجد بأن جميع الكائنات تعمل لتعيش؛ فقرّر أن يصبح نشيطاً وعاملاً أيضاً.
قصة وسيم لا يحب العمل
كان هنالك طالب اسمه وسيم، وسيم طالب كسول ولا يحب المدرسة أو الدراسة بل يفضّل اللعب على ذلك، وفي يوم من الأيّام قرّر الذهاب إلى أحد البساتين ليقضي يومه باللعب بين الأعشاب الخضراء، وقضى يوماً كاملاً باللعب وهو يعتبر بأن الدراسة أمر ممل للغاية ولا فائدة منها، أمّا اللعب فهو أمر مسلّي ومريح.
وعندما أنهى وسيم اللعب ذهب ليستريح تحت ظل أحد الأشجار، وبينما هو كذلك إذ نظر للأعلى فوجد عشّاً لأحد الطيور، وكانت العصفورة الأم تذهب وتأتي بالطعام لأولادها، فرح وسيم بهذا المنظر الرائع، بعد ذلك نظر وسيم إلى الأرض فوجد النمل يسير ويعمل بجد من أجل أن يجلب الطعام من مختلف بقاع الأرض.
وعندما نظر أمامه وجد المزارع وهو يعمل بجد ونشاط؛ فقرّر وسيم أن يذهب للفلاّح ويسأله عن سؤال يدور بذهنه، ذهب وسيم إلى المزارع وحيّاه وقال له: هل تسمح لي أن أسألك سؤالاً؟ قال له الفلاّح: نعم يا بني ماذا تريد أن تسأل؟ قال له وسيم: لماذا الطيور تعمل وتجتهد بإحضار الطعام لفراخها، وهذا النمل لماذا لا يكفّ عن تخزين الطعام لفصل الصيف ولا تلعب وتلهو مثلي؟ نظر له المزارع واتبسم ابتسامة خفيفة وقال: لأنّ العمل أساس الحياة يا بني، وهذه الحيوانات تحب العمل واللهو، ولكنّها تعلم بأن العمل أوّلاً ثم اللعب ثانياً.
بينما كان المزارع يتحدّث طأطأ وسيم رأسه خجلاً من نفسه، وعاد إلى المنزل وهو يفكّر في كلام المزارع وقال في نفسه: ليس من الممكن أن تعمل كل هذه الحيوانات في سبيل نفسها والوطن، وأكون أنا الشخص الوحيد الذي لا فائدة منّي، ومنذ ذلك الوقت قرّر وسيم أن يتحوّل لولد نشيط يحبّ العمل وخدمة الوطن أيضاً، ويصبح عنصراً فعّالاً به.