قصة ويرنون صانع المطر أو (Wirreenun the rainmaker) هي من الحكايات الشعبية الأسترالية والأساطير الشعبية والحضرية التي تطورت في أستراليا من أساطير السكان الأصليين الأستراليين إلى الفولكلور الاستعماري والمعاصر بما في ذلك الأشخاص والأماكن والأحداث التي لعبت دورًا في تشكيل الثقافة والصورة والتقاليد التي نراها اليوم في أستراليا.
الشخصيات:
- القبيلة.
- ويرنون.
قصة ويرنون صانع المطر:
أصاب أحد البلاد الجفاف، وكانت الأنهار كلها جافة باستثناء أعمق الثقوب فيها، ومات العشب وحتّى الأشجار كانت تموت وسقط كل اللحاء الأسود على الأرض وظل هناك متعفنًا، لفترة طويلة منذ أن تمّ استخدامه، لأنّه فقط في الطقس الرطب استخدم السود اللحاء، وفي أوقات أخرى كانوا يستخدمون فقط الأخشاب، وتمتم شباب قبيلة نونغبورا فيما بينهم في البداية سراً.
وأخيراً علانية قائلين: ألم يقل آباؤنا دائمًا أن ويرنون يمكن إذا أردنا أن يجلب لنا المطر؟ ولكن انظروا إلى بلدنا تطايرت الحشائش بعيدًا ولا توجد بذور تطحن، والكنغر وجميع الحيوانات تموت، وقد انهار وضعنا الاقتصادي والنقدي، وذهب البط والبجع إلى بلدان بعيدة ولن يكون لدينا طعام ثمّ سنموت ولن نتمكن من رؤية أزهار نونغبورا على نهر نارين، فلماذا إذا كان قادرًا ويرنون أن لا يصنع لنا المطر؟
وسرعان ما وصلت هذه النداءات إلى آذان ويرنون العجوز، ولم يقل شيئًا في البداية وبقي صامتاً، لكن الشباب الصغار لاحظوا أنه لمدة يومين أو ثلاثة أيام متتالية ذهب إلى حفرة المياه في الخور ووضع فيها عصا طويلة مزينة من الأعلى بريش الببغاء الأبيض، وبجانب العصا وضع قطعتين كبيرتين أي حصاتان كبيرتان صافيتان، كان يبعدها أحيانًا في ثنايا طريقه أو في الشبكة على رأسه.
خاصة أنه حرص على إخفاء هذه الحجارة عن النساء، وفي نهاية اليوم الثالث قال ويرنون للشباب: اذهبوا، وخذوا عرباتكم واقطعوا اللحاء الكافي لصنع الأكواخ لكل القبيلة، فعل الشباب كما أمرهم ويرنون، وعندما تمّ قطع اللحاء وإحضاره قال: اذهبوا الآن وارفعوا الأكواخ فوق أعشاش النمل مكانًا مرتفعًا وضعوا عليه جذوعًا وخشبًا للنار، وقوموا ببناء الكوخ فوق عش النمل على بعد قدم من الأرض.
ثمّ ضعوا أرضية من أعشاش النمل بارتفاع قدم أينما كنتم ستبنون كوخاً وفعلوا ما قاله لهم، وعندما تمّ الانتهاء من بناء الأكواخ مع وجود أرضيات عالية فوق أعشاش النمل وسقوف من اللحاء محكمة الغلق، أمر ويررينون المخيم بأكمله بالذهاب معه إلى البئر المائي حيث قال: الرجال والنساء والأطفال كلهم سيأتون، ولقد تبعوه جميعًا إلى الخور إلى حفرة المياه حيث وضع العصي والحجارة كعلامات لتخبرهم وقت نزول المطر.
قفز ويرنون في الماء وأمر القبيلة باتباعه وهذا ما فعلوه وهناك في الماء كانوا يتناثرون ويلعبون، وبعد وقت قصير صعد ويرنون أولاً خلف رجل أسود ثم خلف آخر حتّى استغرقوا فترة طويلة جميعًا، وأخذ من كل منهم كتل الفحم التي التصقت بظهورهم، وعندما صعد كل منهم بدا وكأنّ الفحم يمتص رؤوسهم من الخلف أو من أعلى، ويسحب قطعًا من الفحم التي كانوا يبتلعونها في الماء.
وعندما ذهب حول الجميع خرج من الماء، ولكن بمجرد أن خرج أمسكه شاب بين ذراعيه وألقاه مرة أخرى في الماء، وحدث هذا عدة مرات حتّى ارتجف ويرنون، كانت تلك إشارة للجميع لمغادرة الخور. أرسل ويرنون جميع الشباب إلى كوخ كبير، وأمرهم جميعًا بالنوم، وبقي هو ورجلين مسنين وامرأتين كبيرتين في السن في الخارج. حملوا أنفسهم بكل معلقاتهم مكدسة على ظهورهم، وأحجار النهار وكل شيء كما لو كانوا على استعداد للحرب.
سار هؤلاء كبار السن بفارغ الصبر حول كوخ الأغصان كما لو كانوا ينتظرون إشارة للبدء من مكان ما، وسرعان ما ظهرت سحابة سوداء كبيرة في الأفق، كانت في البداية سحابة واحدة ومع ذلك، سرعان ما تبعها ظهور سحابة أخرى في كل مكان، صعدوا بسرعة حتى التقوا جميعًا فوق رؤوسهم مكونين كتلة سوداء كبيرة من السحب. بمجرد أن كانت هذه السحابة الكبيرة والثقيلة ذات المظهر الممطر ثابتة فوق رؤوسهم.
ذهب كبار السن إلى كوخ الأغصان وأمروا الشباب بالاستيقاظ والخروج والنظر إلى السماء، وعندما استيقظوا جميعًا أخبرهم ويرنون ألا يضيعوا أي وقت، ولكن أن يجمعوا كل ممتلكاتهم معًا ويسرعوا للحصول على مأوى، وكانوا جميعًا في الكوخ ورماحهم مجهزة جيدًا وعندما سمعوا صوت رعد رائع، أعقبه سريعًا ومضات برق تنطلق عبر السماء، تليها صفقات فورية من الرعد الذي يصم الآذان.
وكان وميض البرق المفاجئ الذي أضاء طريقًا من السماء إلى الأرض، تبعه صدام رائع لدرجة أن السود ظنوا أنّ معسكراتهم قد ضربت، لكنّها كانت شجرة على بعد مسافة قصيرة، تجمهر السود معًا في كوخهم خائفين من الحركة، وكان هناك بكاء الأطفال من الخوف، والكلاب جاثمة تجاه أصحابها وصرخت النساء وقالت سنقتل، بينما لم يقل الرجال لكنهم بدوا خائفين.
فقط ويرنون كان هو الذي كان لا يعرف الخوف، قال: سأخرج وأوقف العاصفة وأمنعها من إيذائنا، لن يقترب البرق، وهكذا سار ويرنون ووقف عارياً في مواجهة العاصفة وهو يغني بصوت عالٍ بينما كان يومض البرق، وكان الهتاف الذي كان لإبعاده عن المخيم، وسرعان ما ساد الهدوء في المكان، وهبّ نسيم خفيف الأشجار لبضع لحظات، ثم صمت قمعي.
ثمّ بدأ المطر بجدية حقيقية واستقر في هطول أمطار غزيرة مستمرة استمرت عدة أيام، وعندما كان كبار السن يقومون بدوريات في كوخ الأغصان بينما ارتفعت الغيوم فوق رؤوسهم، ذهب ويرنون إلى حفرة المياه وأزال والحجارة، لأنّه رأى من السحابة أنّ عملهم قد تم، وعندما انتهى المطر وأصبحت البلاد كلها خضراء مرة أخرى، كان السود يتمتعون ببراعة كبيرة وغنوا بمهارة ويرنون صانع المطر، إنّه الرجل الذي غير بلده من صحراء إلى جنة صياد.
وأخذوا شباكهم وذهبوا إلى البحيرة التي نمت بها الأسماك بكثرة، وفي المرة الأولى التي وضعوا فيها شباكهم، كانوا مثقلين بكل أنواع الأسماك الرائعة، وقد أدرك الكثيرون أن جميع القبائل وكلابهم لديها الكثير من الصيد الآن، ثمّ قال شيوخ المخيم الآن أنه يوجد الكثير في كل مكان.