هنالك الكثير من الأشخاص اللذين يفقدون الأمل بعد تلقّيهم عدّة صدمات في حياتهم، أو بعد مرورهم بتجارب فاشلة متعدّدة، فيستمرّون بالثبات في أماكنهم، هذا ما حدث مع سمكة القرش التي تعرّضت لتجربة اختبار وضع حاجز بينها وبين السمكات الصغيرة؛ وبسبب فشلها في عدّة محاولات، استسلمت بنهاية الأمر ولم يعد لديها أي رغبة بالهجوم.
قصة سمكة القرش والأمل
كان هنالك عالِم أحياء بحرية يقوم بعمل الكثير من التجارب، وفي يوم من الأيام قرّر هذا العالم أن يقوم بتجربة مع سمكة قرش، فقام باختيار سمكة قرش كبيرة، وقام بوضعها بحوض ماء بحجم كبير، ثم قام بإحضار مجموعة من الأسماك الصغير في الحوض ذاته؛ حتى تكون طعامًا لها، وانتظر العالم أن تقوم سمكة القرش بالتهام هذه السمكات الصغيرة.
وبالفعل سرعان ما قامت سمكة القرش بالتهام هذه السمكات كلّها مرّةً واحد؛ حيث كانت السمكات قريبة منها وبالحوض ذاته، بعد ذلك قرّر العالم أن يقوم بتجربة أخرى يختبر بها ما مدى الصبر والرغبة لافتراس الأسماك الصغيرة لدى سمكة القرش، وقام العالم بإبعاد الأسماك الصغيرة في هذه المرّة عن القرش، وقام بفصل حوض الماء بفاصل زجاجي.
انتظر العالِم ليرى ردّة فعل سمكة القرش تجاه هذا التغيير، كانت الأسماك الصغيرة تسبح بكل سلاسة وهدوء في الجانب الآخر، بدأت سمكة القرش بمهاجمة الأسماك الصغيرة، ولكنّها كانت في كل مرّة ترتطم بهذا الحاجز الزجاجي، ظلّت سمكة القرش تحاول مرّة تلو المرّة ولكن دون أي فائدة.
ظلّ العالِم يتساءل هل ستستسلم سمكة القرش أم لا؟ ولكنّها في نهاية الأمر وبعد عدّة محاولات كانت الدافع للهجوم لديها يقلّ، و استسلمت وتوقّفت عن المحاولة، واستمرّت محاولاتها لعدّة ساعات متواصلة، قرّر العالم أن يعيد التجربة لمدّة مرّة في كل أسبوع، وكانت سمكة القرش في كل مرّة تقل عدد محاولاتها.
بعد تكرار التجارب قرّر العالم أن يقوم بإزالة الفاصل الزجاجي بين السمكات الصغيرة وسمكة القرش ليرى النتيجة، تفاجأ العالِم أنّه عندما قام بإزالة الفاصل وأصبحت السمكات الصغيرة أمام سمكة القرش لم تفعل أي شيء، ولم تقم بأي محاولة هجوم؛ وكأنّ سمكة القرش أصبح لديها يقين بأنّ هذا الحاجر الوهمي لا زال موجوداً.
