قصيدة - ألا أيها الباغي القرى لست واجداً

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “ألا أيّها الباغي القرى لست واجداً”:

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا أيّها الباغي القرى لست واجداً” فيروى بأن فضالة بن شريك الأسدي مر في يوم على عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وقد كان يومها في ناحية من نواحي المدينة المنورة، وقال فيه الشعر، فلم يجزه عاصم على ما قال شيئًا، وبعد أن غادره لم يبعث له ولمن كان معه بشيء، فالتفت فضالة إلى مولى لعاصم، وقال له: قل لعاصم، والله إنّي لأطوقنك بطوق لا يبلى، ثم قال له بلغه عني ما أقول، وأنشد يهجوه قائلًا:

ألا أيّها الباغي القرى لست واجداً
قراك إذا ما بت في دار عاصم

إذا جئته تبغي القرى بات نائماً
بطيناً وأمسى ضيفه غير نائم

فدع عاصماً أفٍ لأفعال عاصمٍ
إذا حصل الأقوام أهل المكارم

فتىً من قريشٍ لا يجود بنـائلٍ
ويحسب أن البخل ضربة لازم

ولولا يد الفاروق قلدت عاصماً
مطوقةً يحدى بها في المواسم

فليتك من جزم بن زبان أو بني
فقم أو النوكى أبان بـن دارم

أناس إذا ما الضيف حل بيوتهم
غدا جائعاً عيمان ليس بغانـم

وعندما وصلت هذه الأبيات إلى عاصم بن عمر بن الخطاب، وسمعها، قام باستدعاء عمرو بن العاص، وقد كان وقتها أميرًا على المدينة المنورة، وشكا إليه فضالة، وعندما وصل خبر ذلك إلى فضالة هرب من المدينة، واتجه نحو الشام، واستجار هنالك بيزيد بن معاويه، وأخبره بما حصل وبأنّه قد هجا عاصم بن عمر، وبأنه خائف منه، فأجاره يزيد، وبعث إلى عاصم يخبره بذلك، وأنّه يريده أن يعفو عنه، وأن لا يعود لذكر شيئًا من امره لمعاوية، وبأنّه يضمن له بأن لا يعود فضالة لهجائه، فقبل عاصم بشفاعة يزيد بن معاوية، فأنشد فضالة يمدح يزيد قائلاً:

إذا ما قريش فاخرت بقديمـهـا
فخرت بمـجـدٍ يا يزيد تـلـيد

بمجد أمير المؤمنـين ولـم يزل
أبوك أمين الـلـه غـير بـلـيد

به عصم الله الأنام مـن الـردى
وأدرك تبلاً من معاشـر صـيد

ومجد أبي سفيان ذي الباع والندى
وحربٍ وما حرب العلا بزهـيد

فمن ذا الذي إن عدد الناس مجدهم
يجيء بمجدٍ مثـل مـجـد يزيد

المصدر: كتاب " امبراطورية الشعراء" تأليف عائض القرنيكتاب " مدينة الشعر" تأليف د. فارس عزيز مسلمكتاب "الشعر والشعراء" تأليف إبن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: