قصة قصيدة أهل ودي ألا سلموا

اقرأ في هذا المقال


حالة الشاعر:

كانت حالة الشاعر عندما ألقى هذه القصيدة الحب والعشق الشديد لمحبوبته، والحزن لعدم قدرته على أن يحضى بها.

قصة قصيدة أهل ودي ألا سلموا:

أمّا عن مناسبة قصيدة “أهل ودي ألا سلموا” فيروى بأن أحد غلمانبني ثقيف، كان يتصف بالكثير من الصفات الحميدة، فقد كان كريمًا، وأديبًا، وقد كان يستحي حياءً شديدًا، وفي يوم مرّت من أمامه امرأة، وكانت جميلة جدًا، وعندما رآها، لم يتمالك نفسه، ووقف وقام من مجلسه، يريد أن يعرف من هي، وأين تريد أن تذهب، وكان من أول نظرة نظرها إليها قد عشقها، وتعلق قلبه بها، فلحق بها، حتى وصلت إلى منزل، وكان المنزل منزل أخاه، فإذ هي زوجته، فضاقت عليه معيشته، ولم يعد يعرف ما يفعل، وكتم الأمر.

وبدأ حبّه لها يزداد في كل يوم، حتى هزل جسمه، فسأله أهله عن حاله وما به، ولكنّه لم يخبر أحدًا منهم ما به، فدعوا له الأطباء، ولكن أحدًا منهم لم يستطع علاجه، وعندما زاد مرضه، وعجزوا عن علاجه، أخذه أخاه إلى طبيب مشهور يدعى الحارث بن كلدة، وعندما فحصه الحارث لم يجد فيه أي مرض، ووقتها تأكد من أنه عاشق، فطلب الحارث من أخيه أن يخرج من الغرفة، وعندما أصبحوا لوحدهم سأله الحارث ولكنّه لم يقل له أي شيء، وعندما فقد الحارث من أن يخبره الفتى بسبب مرضه، طلب من أخيه أن يعود إلى الغرفة، وسأله عن أسماء إخوته ونساء إخوته، وكان كلما ذكر اسم امرأة نظر إلى وجه الغلام، وعندما ذكر اسم زوجة أخاه، تنفس، وبدأ بالبكاء، فعرف الحارث بأنها سبب مرضه.

ومن بعدها طلب من أخاه أن يعود إلى البيت ويحضر جميع أهله، فذهب أخاه إلى المنزل، وطلب من جميع أهل البيت أن يتجهزوا لكي يزوروا أخاهم، وخرجوا إليه، وعندما دخلوا عليه، ورأى الغلام زوجة أخيه، خفّ عنه المرض، فعرف الطبيب ما به، ومن ثم أمر بشاة، وأمر بأن تذبح، ويستخرج منها كبدها، وعندما أتوه بكبد هذه الشاة، وضعها على النار، وعندما نضجت أطعمه منها، ثم أسقاه بعض الدواء، وبقي على هذه الحال أيامًا حتى عادت للغلام بعض صحته، وتحسنت حالته.

وبعد أن عادت صحة الغلام له، قام الطبيب وصنع له الطعام والشراب، وأحضره هو وأخاه، فأكلا وشربا، ومن ثم أمر أخاه أن يخرج، وعندما خرج، خرج هو الآخر، وقبل أن يخرج، أمر أحد غلمانه بأن يجلس معه، ويحفظ منه كل ما يقول، وأن يحدثه بحديث أهل العشق، وبينما هما جالسين أخذ الطفل ينشد قائلًا:

أهل ودّي، ألا سلموا
وقفوا كي تكلّموا

أخذ الحيّ حظّهم
من فؤادي وأنعم

فهمومي كثيرةٌ
وفؤادي متيّم

وأخو الحبّ جسمه
أبد الدّهر يسقم.

وفي اليوم التالي طلب الطبيب من الغلام الذي وكله بالجلوس معه أن يخبره ما قال هذا الغلام، فقال له كل شيء، وأنشد عليه الأبيات التي قالها، فدعا الطبيب أخاه وأخبره بأنّه يحب زوجته، فقال له: إنّي قد تنازلت عنها لك، وعندما سمع الفتى ما قال له أخاه، خرج هاربًا من البيت من شدة حيائه، ولم يسمع عنه قومه بعدها أي خبر بعدها قط، وسمي بسبب ذلك فقيد ثقيف.

المصدر: كتاب " تطور الشعر العربي في العصر الحديث " تأليف حلمي القاعودكتاب "الأغاني" تأليف ابو فرج الاصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب " صقر الأندلس قصة الأمير الأموي عبد الرحمن الداخل" تأليف محي الدين قندور


شارك المقالة: