قصة قصيدة ابن غاز غزا وجاهد قوما:
أمّا عن مناسبة قصيدة “ابن غاز غزا وجاهد قوما” فيروى بأنّ طائفة من التتار قد هجموا على العرب، وكان ذلك في منطقتي زيزياء وحسبان، فهزموهم، واستولوا على أموالهم وأنعامهم، وأخذوا أولادهم ونسائهم واستاقوهم معهم، وعندها قام الملك الناصر بالهروب باتجاه البراري، فلحقه جماعة منهم، وأمسكوا به وأسروه، واقتادوه إلى كتبغانوين، وعندما وقف بين يدي كبتغا قام بإهانته وأمر بأن يجلد، ومن ثم أخذوه إلى دمشق، مع الدمشقيين الذين قدموا من الكرك.
وكان كبتغا قد بعث برسالة مع القاضي كمال الدين التفليسي إلى الملك المغيث وهو صاحب الكرك، وفي هذه الرسالة يطلب الدخول تحت طاعته، فأجابه الملك المغيث بجواب كان في ظاهره أنّه قد دخل تحت طاعته، ولكنّه قصد به مراوغته بانتظار ما قد يحدث في قادم الأيام.
وعندما اتجه القاضي كمال الدين عائدًا إلى الكرك هو وجماعة من الدمشقيين، وجد في الطريق مشقة كبيرة وذلك بسبب التتار، فبقي في الطريق خمسة وثلاثون يومًا، وفي تلك الأثناء اقتيد الملك الناصر مع مجموعة من رجال التتار إلى هولاكو، وكان معه ابنه الملك العزيز، وأخوه الملك الظاهر، وإسماعيل بن صاحب حمص.
وبعد عدّة أيام قام جنود التتار بالمشي في مدينة دمشق ومعهم رأس مقطوعة، وموضوعة على رمح قصير، وقد زعم الناس ان هذه الرأس هي رأس الملك الكامل محمد بن الملك المظفر شهاب الدين غازي، ثم علقوه على باب الفراديس، وقد دام حصار التتار لما يزيد عن سنة ونصف.
فقال القائل في ذلك:
ابن غاز غزا وجاهد قوماً
أثخنوا في العراق والمشرقين
ظاهراً غالباً وماتشهيداً
بعد صبر عليهم عامين
لم يشنه أن طيف بالرأس منه
فله أسوة برأس الحسين
وافق السبط في الشهادة والحمل
لقد حاز أجره مرتين
جمع الله حسن ذي الشهدين
على فتح ذينك القلعتين
ثم واروا في مشهد الرأس ذلك الرأس
فاستعجبوا من الحالين
وارتجوا أنه يجئ لدى البعث
رفيق الحسين في الجنتين
نبذة عن شاعر القصيدة:
هو شاعر مجهول الهوية، تناقلت أبياته عبر الزمن وذلك لجمالها، ورقة معانيها.