قصيدة - دعوني دعوني قد أطلتم عذابيا

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن مناسبة قصيدة “دعوني دعوني قد أطلتم عذابيا”:

و أمّا عن مناسبة قصيدة ” دَعوني دَعوني قَد أَطَلتُم عَذابِيا” فيروى بأن قيس بن الملوح الملقب بمجنون ليلى كان يحب أن يجلس في مكان يدعى الواديين، وكان يجلس بينهما، ويخلو بنفسه، فخرج يومًا يريد الذهاب إلى هنالك، وعندما اقترب منهما أنشد قائلًا:

لا لا أَرى وادي المِياهِ يُثيبُ      
وَلا النَفسُ عَن وادي المِياهِ تَطيبُ

أُحِبُّ هُبوطَ الوادِيَينِ وَإِنَّني
لَمُشتَهِرٌ بِالوادِيَينِ غَريبُ

أَحَقّاً عِبادَ اللَهِ أَن لَستُ وارِداً
وَلا صادِراً إِلّا عَلَيَّ رَقيبُ

وَلا زائِراً فَرداً وَلا في جَماعَةٍ
مِنَ الناسِ إِلّا قيلَ أَنتَ مُريبُ

أَلا في سَبيلِ الحُبِّ ما قَد لَقيتُهُ
غَراماً بِهِ أَحيا وَمِنهُ أَذوبُ

أَلا في سَبيلِ اللَهِ قَلبٌ مُعَذَّبٌ
فَذِكرُكِ يا لَيلى الغَداةَ طَروبُ

وبعدها قام والده بأخذه إلى بابل لكي يعالجه هنالك، فحمله على ناقته، وبينما هم في طريقهم نحو بابل، تذكر قيس ليلى، فأنشد قائلًا:

تَمَتَّع مِن ذَرى هَضَباتِ نَجدٍ
فَإِنَّكَ مُوشِكٌ أَلّا تَراها

أُوَدِّعُها الغَداةَ فَكُلُّ نَفسٍ
مُفارِقَةٌ إِذا بَلَغَت مَداها

فبكى أبوه على حاله، وقال له: يا بني هل لك أن تحب غيرها، فقال له قيس  والله ما أجد إلى حب غيرها طريق، وإنّي لفي كرب وبلاء عظيميين، وأنشد قائلًا:

وَكَم قائِلٍ لي اِسلُ عَنها بِغَيرِها
وَذَلِكَ مِن قَولِ الوُشاةِ عَجيبُ

فَقُلتُ وَعَيني تَستَهِلُّ دُموعَها
وَقَلبي بِأَكنافِ الحَبيبِ يَذوبُ

لَئِن كانَ لي قَلبٌ يَذوبُ بِذِكرِها
وَقَلبٌ بِأُخرى إِنَّها لَقُلوبُ

فَيا لَيلَ جودي بِالوِصالِ فَإِنَّني
بِحُبِّكِ رَهنٌ وَالفُؤادُ كَئيبُ

لَعَلِّكِ أَن تُروى بِشُربٍ عَلى القَذى
وَتَرضى بِأَخلاقٍ لَهُنَّ خُطوبُ

وعند وصولهما إلى بابل، ذهب به والده إلى الأطباء هنالك، وأخذ كل واحد منهم يعالجه كيف ما شاء، وعندما أثقل عليه الأطباء، أنشد قائلًا:

دَعوني دَعوني قَد أَطَلتُم عَذابِيا
وَأَنضَجتُمُ جِلدي بِحَرِّ المَكاوِيا

دَعوني أَمُت غَمّاً وَهَمّاً وَكُربَةً
أَيا وَيحَ قَلبي مَن بِهِ مِثلُ ما بِيا

دَعوني بِغَمّي وَاِنهَدوا في كَلاءَةٍ
مِنَ اللَهِ قَد أَيقَنتُ أَن لَستُ باقِيا

وَراءَكُمُ إِنّي لَقيتُ مِنَ الهَوى
تَباريحَ أَبلَت جِدَّتي وَشَبابِيا

بَرانِيَ شَوقٌ لَو بِرَضوى لَهَدَّهُ
وَلَو بِثَبيرٍ صارَ رَمساً وَشافِيا

سَقى اللَهُ أَطلالاً بِناحِيَةِ الحِمى
وَإِن كُنَّ قَد أَبدَينَ لِلناسِ ما بِيا


شارك المقالة: