نبذة عن محمود سامي البارودي:
هو محمود سامي بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري، ولد في عام ألف وتسعمائة وأربعة وثلاثين ميلادي في مصر، في أسرة متصلة بأمور الحكم، التحق بالجيش، وأصبح أحد زعماء الثورة العربية.
بينما كان شابًا كان يثقف نفسه من خلال الاطلاع على التراث العربي وخاصة الأدبي، فبقراءة دواوين الشعراء وحفظ شعرهم، وكان شديد الإعجاب بالمتنبي والبحتري وأبي تمام، ويعتبر رائد مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي.
توفي محمود سامي البارودي في عام ألف وتسعمائة وأربعة بعد سلسلة من القتال والكفاح من أجل استقلال مصر.
قصة قصيدة ريب المنون قدحت أي زناد:
أمّا عن مناسبة قصيدة “ريب المنون قدحت أي زناد” فيروى بأنّه بينما كان محمود سامي البارودي منفيًا من قبل السلطات الإنجليزية في جزيرة سيلان أو سرنديب هو وأحمد عرابي وقادة من قادات الثورة العربية بعد أن فشلت هذه الثورة، وصله خبر وفاة زوجته عديلة بنت أحمد وكانت قد توفيت وهي في مصر، وكان ذلك بعد سنة من وصوله إلى الجزيرة منفيًا، فقام بكتابة هذه القصيدة رثاءً لها، وقال فيها:
ريب المنون قدحت أي زناد
وأطرت أي شعلة بفؤاد
أوهنت عزمي وهو حملة فيلق
و حطمت عودي و هو رمح طرادي
لم أدري هل خطب الم بساحتي؟
فأناخ أم سهم أصاب سواد
أبلتني الحسرات حتى لم يكد
جسمي يلوح لأعين العواد
لا لوعتي تدع الفؤاد و لا يدي
تقوى على رد الحبيب الغادي
يا موت فيم فجعتني بحليلة ؟؟!
كانت خلاصة عدتي و عتادي
لو كنت لم ترحم ضناي لبعدها
أفلا رحمت من الأسى أولادي؟!
أفردتهن فلم ينمن توجعا
قرحى العيون روادف الأكباد
ألقين بر عقودهن وصغن من
بر الدموع قلائد الأجياد
بكين من ألم الفراق حفية
كانت لهن كثيرة الإسعاد
فخدودهن من الدموع ندية
وقلوبهن من الهموم سواد
وقد لاقت مرثيته هذه استحساناً كبيرًا بين الشعراء والنقاد، وكان ذلك بسبب لأنّه عبر فيها عن معاناته وألمه على فقدان زوجته، فكانت أبياتها تحمل الكم الكبير من الأحاسيس التي عصرتها الفاجعة، وعمق جرحه من وفاة زوجته.