قصيدة شكوت إلى وكيع سوء حفظي

اقرأ في هذا المقال


نبذه عن الإمام الشافعي

هو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي القرشي، ولد في غزة عام مائة وخمسون للهجرة، وانتقل إلى مكة عندما كان عمره سنتان مع أمّه، حفظ القرآن عندما كان عمره سبع سنين، وحفظ موطأ الإمام مالك وهو في العاشرة من عمره، وبقي يأخذ العلم على يد أهل العلم، حتى أذن له بالإفتاء وهو دون العشرين من عمره، ومن ثم توجه إلى المدينة المنورة، يطلب العلم من الإمام مالك، ومن بعدها توجه إلى اليمن وعمل هنالك، ثم اتجه إلى بغداد، وطلب العلم عند القاضي محمد الشيباني.

ودرس أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي القرش بالمذهب الحنفي، وبذلك جمع الشافعي بين المذهبين المالكي والحنفي، ومن ثم عاد إلى مكة المكرمة، وبدأ يلقي الدروس في الحرم المكي، ومن ثم توجه إلى العراق مرة أخرى، وكتب هنالك كتابه “الرسالة” في أصول الفقه، ومن ثم توجه إلى مصر، وأعاد هنالك تصنيف كتابه الرسالة، وبدأ بنشر مذهبه الجديد، ويعلم طلاب العلم، حتى توفي سنة مئتان وأربعة للهجرة.

الشافعي هو ثالث الأئمة الأربعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه، وكان هو من أسس علم أصول الفقه، وكان ملمًا بعلم التفسير وعلم الحديث، كان فصيحًا وشاعرًا، قال فيه الإمام أحمد بن حنبل: كان كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، وقيل أنّه هو من قال فيه الرسول صل الله عليه وسلم، حينما قال: عالم قريش يملأ الأرض علماً.

قصة قصيدة شكوت إلى وكيع سوء حفظي

أمّا عن مناسبة قصيدة “شكوت إِلى وكيع سوء حفظي” فيروى بأن الإمام الشافعي كان من سريعي الحفظ، فكان إذا أراد أن يقرأ القرآن غطى وجه المصحف الآخر لكي لا يحفظه، وكان يحفظ الصفحة من أول قراءة، وفي يوم لاحظ الشافعي أنّه لم يعد يحفظ كما كان، فتوجه إلى بيت شيخه وكيع وشكى له سوء حفظه، قائلًا: يا شيخ، لم أعد أحفظ بسرعة كما كنت، ولا أعرف سبب ذلك، فقال له الشيخ: لا بد أنّك قمت بارتكاب ذنب ما، ويجب عليك أن تراجع نفسك.

فقام الشافعي من عند شيخه، وتوجه إلى بيته، وجلس مع نفسه يفكر ما هو الذنب الذي فعله، فتذكر أنّه في مرة مرّت من أمامه امرأة ورأى جزءًا من قدمها، من دون أن يقصد، فعاد إلى شيخه وكيع، وأخبره بالذي تذكره، فقال له وكيع: إنّ هذا هو السبب من دون شك، فأنشد الشافعي، قائلًا:

شَكَوتُ إِلى وَكيعٍ سوءَ حِفظي
فَأَرشَدَني إِلى تَركِ المَعاصي

وَأَخبَرَني بِأَنَّ العِلمَ نورٌ
وَنورُ اللَهِ لا يُهدى لِعاصي

muslim-7059888_640-300x300

موضوع أبيات قصيدة شكوت إلى وكيع سوء حفظي

تتحدث القصيدة عن أهمية العلم وشروط نيله، فيرى الشافعي أن العلم نورٌ من الله تعالى، ولا يُهدى نور الله للعاصي.

ينصح الشافعي بطلب العلم من الله تعالى، واجتناب المعاصي، وتزكية النفس.
يُحذر الشافعي من العلم في غير أهله، ويُشبهه بالسلاح في أيدي السفهاء.

شرح أبيات قصيدة شكوت إلى وكيع سوء حفظي

البيت الأول: يشكو الشافعي إلى وكيع بن الجراح سوء حفظه.

البيتان الثاني والثالث: يُرشد وكيع الشافعي إلى ترك المعاصي، ويخبره بأن العلم نورٌ من الله تعالى لا يُهدى للعاصي.

البيتان الرابع والخامس: يسأل الشافعي وكيعًا إن كان يستطيع الاستعانة بالعلم، فيُجيب وكيع بـ “نعم” ولكن بشرط التقرب من الله تعالى.

البيتان السادس والسابع: يُحذر وكيع الشافعي من العلم والزلل، ويُخبره بأن العلم من أكبر النعم.

البيتان الثامن والتاسع: يرى وكيع أن العلم ليس للجميع، بل هو للمتقين فقط.

البيتان العاشر والحادي عشر: يُشير وكيع إلى أن العلم سهلٌ على من اتقى الله تعالى، وصعبٌ على من عصاه.

البيت الثاني عشر: يُختتم الشافعي القصيدة بقوله إن العلم نورٌ من الله تعالى، ولا يُهدى نور الله للعاصي.

أهمية قصيدة شكوت إلى وكيع سوء حفظي

تُعد هذه القصيدة من أهم القصائد التي تُعبّر عن أهمية العلم وشروط نيله.

تُشير القصيدة إلى العلاقة بين العلم والتقوى.

تُحذر القصيدة من العلم في غير أهله.


شارك المقالة: