قصيدة - فلو كان حمد يخلد الناس لم تمت

اقرأ في هذا المقال


نبذه عن الشاعر زهير بن أبي سلمى:

هو زهير بن ربيعة بن رياح المزني، أحد الشعراء الجاهليين، ولد في غطفان في نواحي المدينة المنورة، وقد عاش في القرن السابق للإسلام، مات أبوه ربيعة وهو صغير، فنشأ في بيوت أخواله، وقد شارك مع خاله أسعد بن الغدير في غارة على قبيلة طيء، وحصلوا من هذه الغزوة على الكثير من الأموال والغنائم، ورجعوا حتى وصلوا إلى ديارهم، وعندها امتنع خاله عن إطائه حقه من الغنائم، وقال له: لقد أعطيتك ما هو أفضل من المال، فقال له زهير: وما هو، فقال له: شعري.

يعد زهير بن أبي سلمى أحد المتقدمين في الشعر على باقي الشعراء، وهم امرؤ القيس، وزهير بن أبي سلمى، والنابغة الذبياني، وقد اختلِف في تعيين من كان الأشعر بينهم.

ما لا تعرفه عن قصيدة “فلو كان حمد يخلد الناس لم تمت”:

في يوم كان أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب جالسًا مع ابن العباس بعد العشاء، فقال له: هل تروي شعر أشعر الشعراء؟، فقال له ابن العباس: ومن ذلك يا أمير المؤمنين؟، فقال له: هو من قال:

فَلَو كانَ حَمدٌ يُخلِدُ الناسَ لَم تَمُت
وَلَكِنَّ حَمدَ الناسِ لَيسَ بِمُخلِدِ

وَلَكِنَّ مِنهُ باقِياتٍ وِراثَةً
فَأَورِث بَنيكَ بَعضَها وَتَزَوَّدِ

تَزَوَّد إِلى يَومِ المَماتِ فَإِنَّهُ
وَلَو كَرِهَتهُ النَفسُ آخِرُ مَوعِدِ

فقال له ابن العباس: إنّ هذا قول زهير بن أبي سلمى، فقال له عمر بن الخطاب: إنّ هذا له شاعر الشعراء، فسأله ابن العباس وقال له: ولماذا تعدّه شاعر الشعراء يا أمير المؤمنين؟، فقال له الخليفة: لأنّ كلامه كان سهلًا غير معقد، وكان يتجنب الإساءة في شعره، ولم يكن يمدح أحدهم إلّا بما كان فيه، ومن ثم قال الفاروق لابن العباس: فلتنشدني شيئًا من شعره، فأنشد عليه ابن العباس:

أَلا لَيتَ شِعري هَل يَرى الناسُ ما أَرى
مِنَ الأَمرِ أَو يَبدو لَهُم ما بَدا لِيا

بَدا لِيَ أَنَّ اللَهَ حَقٌّ فَزادَني
إِلى الحَقِّ تَقوى اللَهِ ما كانَ بادِيا

بَدا لِيَ أَنَّ الناسَ تَفنى نُفوسُهُم
وَأَموالُهُم وَلا أَرى الدَهرَ فانِيا

وَأَنّي مَتى أَهبِط مِنَ الأَرضِ تَلعَةً
أَجِد أَثَراً قَبلي جَديداً وَعافِيا

أَراني إِذا ما بِتُّ بِتُّ عَلى هَوىً
وَأَنّي إِذا أَصبَحتُ أَصبَحتُ غادِيا

وبقي ابن العباس ينشد شعر زهير بن أبي سلمى على أمير المؤمنين حتى طلع الفجر، فقال له الخليفة: حسبك ما قلت يا ابن العباس، اقرأ، فقال له ابن العباس: وماذا أقرأ، فقال له الخليفة: الواقعة، فقرأها، ومن ثم نزل الخليفة فأذّن وصلى.


شارك المقالة: