نبذة عن الشاعر الراعي النميري:
هو عبيد بن حصين بن معاوية بن جندل النميري، وهو أحد شعراء العصر الأموي، ولد في البصرة، كان من كبار قومه، لقب بالراعي لأنّه كان يكثر من الشعر في الإبل، وقد قيل بأنّه كان راعي إبل، عاش في الفترة التي عاش فيها الجرير والفرزدق، وكان يميل إلى الفرزدق ويفضله على جرير، وقد قام بهجو جرير ببيت من الشعر، فهجاه جرير هو والفرزدق بقصيدة سميت بالدامغة.
كان من المقلدين في الشعر، وكان ذلك لكثرة ما يحفظ من شعر غيره، اشتهر شعره بالوصف والمدح والهجاء.
قصة قصيدة وما أنس من شيء فلا أنس شاديا:
أمّا عن مناسبة قصيدة “وما أنس من شيء فلا أنس شاديا” فيروى بأنّ عبدالله بن الزبير كان في مجلسه وعنده غلام ينشد من خلفه، وكان هذا الغلام يهجو عبد الله بن الزبير أشد الهجو في شعره، وكان من الحاضرين مسلم بن جندب الهلالي، واستغرب مسلم مما سمعه من هذا الغلام، وقال لعبد الله بن الزبير: لما تدعه يقول فيك ما يقول؟، فقال له عبد الله: دعه، فإنّي والله استحق ما يقول في، فقال له مسلم: لماذا تستحق ذلك؟، فقال له عبد الله: إني قد قلت الشعر في أخت الحجاج بن يوسف الثقفي.
وعندما قرر عبد الملك بن مروان قتال عبدالله بن الزبير، أرسل إلى الحجاج لكي يعد العدّة لذلك، وبينما هو في مجلسه دخل إليه يوسف بن الحكم، وقال له: يا أمير المؤمنين، إن أحد الغلمان قد قال الشعر في أخت الحجاج بن يوسف الثقفي زينب، وكان قوله فيها كقول العربي منا في بنت عمه، فقال له عبد الملك بن مروان: وماذا قال فيها، فقال له يوسف بن الحكم: لقد قال:
تشتو بمكّة نعمة
ومصيفها بالطّائف
أكرم بتلك مواقفا
وبزينب من واقف
وقال فيها أيضًا:
وما أنس من شيءٍ فلا أنس شاديا
بمكّة مكحولاً أسيلاً مدامعه
تشرّبه لون الزّرافي في بياضه
أو الزّعفران خالط المسك أذرعه
فقال له عبد الملك بن مروان: لقد سمعت شعره فيها، ومن ثم بعث إلى الحجاج بن يوسف الثقفي بأنّه قد بلغه شعر عبيد بن حصين في زينب أخته، وبأنَّه لا يتعرض له.