نبذة عن يحيى بن خالد البرمكي:
هو يحيى بن خالد البرمكي، وهو أحد أكثر الرجال قربًا من الخليفة هارون الرشيد، حيث كان كاتبه قبل أن يتولى الخلافة، وعندما تولى هارون الرشيد الخليفة عينه وزيرًا له.
اشتهر بالعلم والأدب والكرم والجود، كان حازمًا وسياسيًا محنكًا، حذقًا وعاقلًا، وكان هذه من أهم الأسباب التي جعلت هارون الرشد يثق به ويقربه منه فاعتبره كوالده المهدي.
عندما تولى هارون الرشيد الخلافة، ساعده يحيى بن خالد على النهوض بالدولة العباسية وقد كان يقوم بشتى الوظائف طلبت منه أم لم تطلب كجباية الأموال، وتعمير أطراف الدولة، وكان مخلصًا للخليفة كل الإخلاص.
قصة قصيدة يا سمي الحصور يحيى أتيحت:
أمّا عن مناسبة قصيدة “يا سمي الحصور يحيى أتيحت” فيروى بأن يحيى بن خالد البرمكي، وهو وزير أمير المؤمنين هارون الرشيد، كان إذا كان في الطريق، وتعرض له رجل وطلب منه المال، فكان أقل ما يأمر له مائتي درهم، وفي يوم وبينما هو على حصانه في الطريق، قام بإيقافه أحد الشعراء، وأنشده قائلًا:
يا سمي الحصور يحيى أتيحت
لك من فضل ربنا جنتان
كل من مر في الطريق عليكم
فله من نوالكم مائتان
مائتا درهم لمثلي قليل
هي منكم للقابس العجلان
وعندما سمع يحيى بن خالد ما قال فيه الشاعر، قال له: والله إنك قد صدقت، ووعده بأن يعطيه ما يحتاج، وتركه وتوجه عائدًا إلى بيته، وعندما وصل إلى بيته، سأل يحيى رجاله عن حال هذا الشاعر، فقال له أحدهم بأنّه قد تزوج من فتاة، وبأنّ أهلها قد اشترطوا عليه واحدة من ثلاثة.
وكان أول هذه الثلاثة أن يؤدي زوجته مهرًا مقداره أربعة آلاف درهم، وثانيها أن يطلق زوجته، وثالثها أن يضع لزوجته جارية تقوم عليها وتكفيها إلى أن يستطيع أخذها من بيت أهلها، وعندما سمع يحيى بذلك أمر للرجل بعشرين ألف درهم، أربعة آلاف منها مهرًا لزوجته، وأربعة آلاف ثمنًا لمنزل يشتريه لها، وأربعة آلاف أخرى لكل ما يحتاج إليه المنزل من أغراض، وأربعة آلاف لما يحتاج إليه هو وزوجته، والأربعة آلاف الأخيرة يبقيها معه في حال احتاجها، فأتى الشاعر وأخذ العشرون ألفًا وانصرف.