قصيدة - يقول لي الواشون ليلى قصيرة

اقرأ في هذا المقال


مناسبة قصيدة “يقول لي الواشون ليلى قصيرة”:

وأمّا عن مناسبة قصيدة ” يَقولُ لِيَ الواشونَ لَيلى قَصيرَةٌ ” فيروى بأنّ قيس بن الملوح قد خرج في يوم إلى الصحراء وأطال البقاء فيها، فخرج أبوه وإخوته وساروا إلى الصحراء لكي يعيدوه إلى منزله وأهل بيته، وقد كان نحيل الجسم، أسود الوجه، قد التصق جلده بعظمه، فلمّا وصلوا لعنده وجدوه جالسًا على تل من رمل، وهو يكتب بإصبعه على الرمال، فلما اقتربوا منه ابتعد عنهم، فقال له أبوه: يا قيس، أنا أبوك الملوح، وهؤلاء إخوانك، فاطلب ما تريد، وأبشر، فقد وعدني أبو ليلى أن يزوجها لك، ويردك ممّا أنت فيه، وأن يفعل لك ما يرضيك، وعندما سمع قيس ما قاله والده، أقبل عليهم، فقال له أبوه: يا قيس، أمّا تتق الله، فأنت تطيع هواك وتعصيني، فقد كنت أحب أولادي علي، وفضلتك على خوانك وآثرتك عليهم، وقد تغير ضني بك، ولم تحقق أملي فيك، وياليت ليلى كانت من يوصفن بالجمال والحسن، فقد وصلني أنّها واسعة الفم، قصيرة، جاحظة العينين، سمجة، أسفل عينيها أسود مزرق، وعندما سمع قيس ما قاله والده أنشد قائلًا:

يَقولُ لِيَ الواشونَ لَيلى قَصيرَةٌ
فَلَيتَ ذِراعاً عَرضُ لَيلى وَطولُها

وَإِنَّ بِعَينَيها لَعَمرُكَ شُهلَةً
فَقُلتُ كِرامُ الطَيرِ شُهلٌ عُيونُها

وَجاحِظَةٌ فَوهاءُ لا بَأسَ إِنَّها
مُنى كَبِدي بَل كُلُّ نَفسي وَسولُها

فَدَقَّ صِلابَ الصَخرِ رَأسَكَ سَرمَداً
فَإِنّي إِلى حينَ المَماتِ خَليلُها

وعندما سمع أبوه وإخوانه هذه الأبيات تركوه وانصرفوا من عنده غاضبين، وبينما هو في يوم نائم، فإذ برجل يدق عليه الباب، وعندما أجابه، قال له الرجل:

أَلا إِنَّ لَيلى بِالعِراقِ مَريضَةٌ
وَأَنتَ خَليُّ البالِ تَلهو وَتَرقُدُ

فَلَو كُنتَ يا مَجنونُ تَضنى مِنَ الهَوى
لَبِتَّ كَما باتَ السَليمُ المُسَهَّدُ

فخرّ قيس مغشي عليه عندما سمع ما قاله له الرجل، وعندما أفاق أنشد يقول:

شَفى اللَهُ مَرضى بِالعِراقِ فَإِنَّني
عَلى كُلِّ مَرضى بِالعِراقِ شَفيقُ

فَإِن تَكُ لَيلى بِالعِراقِ مَريضَةً
فَإِنِّيَ في بَحرِ الحُتوفِ غَريقُ

أَهيمُ بِأَقطارِ البِلادِ وَعَرضِها
وَمالي إِلى لَيلى الغَداةَ طَريقُ

كَأَنَّ فُؤادي فيهِ مورٍ بِقادِحٍ
وَفيهِ لَهيبٌ ساطِعٌ وَبُروقُ

إِذا ذَكَرَتها النَفسُ ماتَت صَبابَةً
لَها زَفرَةٌ قَتّالَةٌ وَشَهيقُ

وقال أيضًا:

إإلى اللَهِ أَشكو ما أُلاقي مِنَ الهَوى
بِلَيلى فَفي قَلبي جَوىً وَحَريقُ


شارك المقالة: