هي قصيدة بقلم الشاعر غاجنان مادهاف مكتيبود، وهي قصيدة تعليمية توضح لنا كيف أن الجانب السلبي بداخلنا لا يدمر إيجابية العقل فحسب، بل يضر أيضًا بصلاح البشرية جمعاء.
ملخص قصيدة The Void
القصيدة هي واحدة من القصائد الشعبية في الأدب الهندي، يشتهر الشاعر غاجنان بأعماله في اللغة الهندية، تتميز قصائده بالحيوية في التلاعب بالألفاظ والتصوير في استخدام الصور، أدت شعبيته الهائلة كمؤلف إلى ترجمة العديد من أعماله إلى اللغة الإنجليزية، القصيدة الحالية هذه هي النسخة المترجمة من قصيدته (Shunya) التي كتبها فيناي داروادكر، تعني كلمة (Shunya) حرفياً الصفر في اللغة الإنجليزية، لكنها في القصيدة تصور الجانب السلبي من أذهاننا، السلبية التي تستعبدنا وتبتلع البشرية من الداخل.
في هذه القصيدة يصور الشاعر الفراغ الذي نمتلكه في أذهاننا، إنه بشكل عام جزء من العقل الباطن تزدهر فيه رغباتنا المظلمة، لا يمكننا إهمال هذا الجانب المظلم وهذا الجزء الكئيب من أذهاننا يجعلنا عبيداً، نحن نخدم هذا الفراغ بممارسة الغضب والكراهية وتحقير شخص ما، كلما قمنا بالأعمال التي تؤثر على الآخرين، كلما تطور هذا الجانب المظلم، يولد أنواعه في الآخرين، وبحسب الشاعر فهو مثل مرض معد يهدد البشرية.
الخطوط قصيرة ودقيقة وليس لها طول خط منتظم، إنه معاصر للأدب الهندي، وتيرة القصيدة سريعة وتتراوح السطور الطويلة فيها أربعة كلمات في المتوسط، تتكون معظم الخطوط من (iambic meter) ويكون الإيقاع مثل (daa-dum، daa-dum)، تجعل الخطوط المدمجة صوت خطوات عسكرية، يتم سماع اختيار الكلمات والصوت الناتج عن الكلمات مثل الطبل المستخدم أثناء المسيرة أو العرض، يعد نظام الصوت والقافية مهمين إلى حد ما أثناء تحليل القصيدة ككل، لذا فإنّ بنية هذه القصيدة مهمة أثناء تحليل موضوع القصيدة.
The void inside us
,has jaws
;those jaws have carnivorous teeth
,those teeth will chew you up
.those teeth will chew up everyone else
The dearth inside
,is our nature
,habitually angry
in the dark hollow inside the jaws
.there is a pond of blood
,This void is utterly black
,is barbaric, is naked
,disowned, debased
.completely self absorbed
في الأسطر الخمسة الأولى من هذه القصيدة يصور الفراغ الموجود داخل قلوبنا على أنه وحش له أسنان حادة، وبحسب الشاعر فإنّ الفراغ له أسنان آكلة للحوم، آكلة اللحوم تعني حيوانًا يتغذى على الحيوانات الأخرى، الفراغ هو أيضا من هذا القبيل، يجد الغذاء من خلال التغذي على خير البشر الآخرين.
في الأسطر الخمسة التالية يلاحظ الشاعر أنّ الندرة في داخلنا حيث يكمن الفراغ، هذه الندرة تقودنا إلى غضبنا، ثم يستخدم الشاعر صورة بركة الدم لتصوير الجانب الشرس والقاسي من طبيعتنا البشرية، بعد ذلك في الأسطر الأربعة التالية يصف الشاعر خصائص الفراغ.
إنه أسود أو قاتم في البشرة، إنه بربري، عري، متبرأ منه، وفاسد، أخيرًا يقول إنّ هذا الفراغ أناني، هنا يحاول الشاعر أن يعطي الفراغ بنية فيزيائية، لذلك فهو يجسد الروح الشيطانية داخل صورة الفراغ ويقدمها للقراء كشخصية بشرية شبيهة بالوحش، ليس لها علاقات وتنتمي إلى القسم الأدنى من الإنسانية، بهذه الطريقة يصف الشاعر الشونية الداخلية في الأسطر القليلة الأولى من القصيدة.
يكتب الشاعر في السطور التالية من القصيدة بطريقة السرد بضمير المتكلم، يبرز الجودة الغنائية للقصيدة، على الرغم من أنّ القصيدة تصور صفة مجردة إلا أنها تصبح قصيدة غنائية للحضور المباشر للشخصية الشعرية في هذه السطور، ويؤكد الشاعر أنّ لديه الفراغ في نفسه مثل غيره.
,I scatter it
,give it away
,They let it grow
,spread it around
scatter it and give it away
,to others
.raising the children of emptiness
,The void is very durable
.it is fertile
ثم يتابع ليشرح كيف يغذي هذا الجانب السلبي من قلبه، تلحق أقواله وأفعاله بألم عقلي بالناس، وبهذه الطريقة يحدث تفاعل تسلسلي، يستجيب الجناة لعمل الشاعر وبهذه الطريقة تتغذى الرغبات القاتمة في قلوبهم، إنهم ينشرون هذه السلبية من بين أمور أخرى وتستمر العملية.
يخلق الفراغ نسله في الآخرين ويتأثر الجنس البشري، هنا تتم مقارنة الأفعال السلبية التي نقوم بها تجاه الآخرين بزرع البذور، أخيرًا يقول مكتيبود إنّ الفراغ طويل الأمد وأرضه خصبة جدًا، هذا يعني أنّ الفراغ دائمًا في حالة من الإثارة، وعرضة لمزيد من التفاعلات المتسلسلة، هنا يمكننا أن نجد استخدامًا آخر للمجاز حيث يتم مقارنة الفراغ بالأرض.
Everywhere it breeds
,saws, daggers, sickles
.breeds carnivorous teeth
,That is why
,wherever you look
,there is dancing, jubilation
death is now giving birth
.to brand new children
Everywhere
there are oversight
,with the teeth of saws
:there are heavily armed mistakes
the world looks at them
,and walks on
.rubbing its hands
في آخر خمسة عشر سطراً من هذه القصيدة لموكتيبود، يناقش الشاعر كيف ينتشر هذا الفراغ ويؤثر على الناس، يشير الشاعر إلى مناشير وخناجر ومنجل بطريقة رمزية، يرمزون إلى الصفات السلبية مثل القسوة والوحشية، يقارن الشاعر أسنان تلك الأدوات بالأسنان آكلة اللحوم.
لقد أصاب هذا الفراغ الكثير من الناس، البشرية الجاهلة في مزاج المرح بدلاً من التركيز على نفسها، الفراغ هو أكل الصفات الحسنة في قلوبهم لكنهم ليسوا في حالة التفكير فيها، لقد أزهقت الأخطاء المدججة بالسلاح أو الحروب آلاف الأرواح، وما زلنا نشرب فنجان النسيان ونتغاضى عن آثاره، وبحسب الشاعر فإنّ العالم ينظر إليهم ويمشي ويفرك يديه، وبهذه الطريقة يوضح الشاعر أنّ الفراغ الذي بداخلنا يبقينا في حالة من النسيان والسلبية الأبديين.