قصة باسم والنظارة

اقرأ في هذا المقال


الكثير من الأطفال يخافون من زيارة الطبيب، خصوصاً طبيب العيون أو الأسنان، ولكن يكمن دور الأهل توعية الطفل بأنّ الطبيب شخص لطيف وهو يقوم بمهمة العلاج، سنحكي في قصة اليوم عن ولد كان خائفاً من لبس النظارة، ولكن عندما طمأنه والديه والطبيب ومن حوله؛ قرّر أن يلبس النظارة ويحل مشكلته، واستطاع أن يتخلّص من مشكلته بوقت قصير.

قصة باسم والنظارة

كان هنالك ولد اسمه باسم ويعيش مع والديه وعائلته الجميلة، في يوم من الأيام كان باسم يمشي في حديقة المنزل، وبدأ يشعر وكأنّه لا يرى جيداً وأن هنالك ألم بسيط في عينيه؛ فشعر بالخوف وبدأ يصرخ وينادي: أمي أمي، أبي أبي، ركض والديه وهما يشعران بالخوف فسألته أمّه: ما بك يا بني؟ قال لها: أنا أشعر أننّي لا أرى بوضوح وعيناي تؤلمني.

بدأ الأب والأم بتهدئة باسم وطمأنته؛ فقد كان خائفاً جدّاً ويرتجف من شدّة خوفه، قالت له أمّه: لا تقلق يا بني سوف نأخذك إلى الطبيب، خاف باسم وقال: ولماذا ستأخذانني إلى الطبيب، هل أنا مريض؟ فقالت له أمّه: كلّا يا بني أنت لست مريضاً، بل نحن فقط نريد أن يفحصك الطبيب لنطمئن عليك.

ذهبت الأم وقامت بعمل مكالمة مع ممرضة الطبيب عاصم، وقامت بتحديد موعد من أجل زيارته ليفحص ابنها باسم، فأخبرها أن تأتي في تمام الساعة الرابعة بعد يوم غد، أخبرت الأم ابنها بذلك وقالت له: هذا الطبيب سوف يفحص عينيك غداً يا باسم، عليك بتجهيز نفسك، ذهب باسم إلى غرفته، وبدأ يفكّر ويتخيّل ماذا سيفعل معه الطبيب في اليوم التالي، وبينما هو يفكّر إذ غلبه النعاس وذهب في نوم عميق.

ذهب باسم إلى المدرسة في اليوم التالي، وكان في الصف شارد الذهن، وظل يفكّر طوال الحصص الدراسية بزيارته إلى طبيب العيون، لاحظت المعلمة ذلك فسألته عن سبب انشغال ذهنه في ذلك اليوم، تردّد في بداية الأمر أن يخبرها بشيء؛ خوفاً من أن تظن أنّه مريض أو أنّه يعاني من مشكلة صحية، ولكن المعلمة صمّمت على معرفة السبب، فاضطر لإخبارها عن موعده مع الطبيب.

قامت المعلمة بطمأنته كما فعل معه والديه وقالت: لا عليك يا باسم؛ فالطبيب هو مجرّد شخص لطيف يقدّم لنا العلاج المناسب، علينا أن نحبّه ونحترمه وأن لا نخاف منه، عندما عاد باسم إلى المنزل وكان موعده مع الطبيب قد اقترب، قام بتغيير ملابسه واستعد للذهاب مع والديه إلى الطبيب، كان باسم طوال هذه الفترة يفكّر بماذا سيكون شكل الطبيب، وماذا سيقول أو يفعل معه.

وصل باسم ووالديه إلى الطبيب وعندما دخلوا عليه قابلهم الطبيب بابتسامة لطيفة ورحّب بباسم وقال له: أنا الدكتور عاصم ما هو اسمك؟ كان باسم يشعر بالخوف والدهشة؛ خصوصاً عندما رأى الأجهزة الطبية في غرفة الطبيب، فرد عليه بنوع من الخجل وقال: أنا باسم، سأله الطبيب عن سبب قدومه فرد عليه باسم: أنا في أغلب الأحيان أريد أن أبحث عن أشيائي وأغراضي ولكن لا أراها على الرغم من وجودها أمامي.

ذهب الطبيب وأحضر لوحة كبيرة، وبدأ يسأل باسم عن الأشكال الموجودة بها، وكان باسم يجيب في كل مرّة، وبعدما فحصه الطبيب نظر له وقال: لا عليك يا باسم أنت ولد ذكي ولكن لديك مشكلة بسيطة، رد عليه باسم وهو لا يفهم شيئاً من الطبيب: وما هي المشكلة؟ قال له: أنت تعاني من ضعف بسيط في نظرك، سأله باسم: وماذا يجب ان أفعل؟ قال له الطبيب: يجب عليك أن تلبس نظارة لكي تساعدك على الرؤية الجيدة.

شعر باسم بالخوف وقال للطبيب: كلّا أنا لا أريد أن ألبس النظارة فهي أمر مخجل، وسوف يسخر مني زملائي، نظر له الطبيب وقال: كلّا يا بني النظارة أمر غير مخجل، لم يكن باسم مقتنعاً بكلام الطبيب وقال له: ولكن ربما عندما ألبس النظارة سأتعثّر ويضحك الجميع ويسخرون مني، قال له الطبيب: ولكن إن بقيت هكذا فسوف تتعثّر لأن نظرك سيضعف اكثر.

ظل باسم مترددّاً وخائفاً من النظارة، فكّر الأب قليلاً وخطر بباله فكرة وقال: لا تقلق يا بني أنا لدي فكرة كي لا تقع منك النظارة، سوف أقوم بصنع قماش من المطاط وأربطه لك، وقامت أمّه بتشجيعه كذلك، وعندما رأى باسم أنهم يشجعّونه، وتذكّر كلام معلمّته قرّر أن لا يخاف ويتردّد ويلبس النظارة، وبعد مدة من الوقت تحسّن نظر باسم ولم يعد يعاني من أي مشكلة.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: