المستصفى من علم الأصول:
يُعتبر الكتاب اختصار لكتاب ( تهذيب الأصول)، وهو يبحث في أصول الفقهالإسلامي، ويُعد علم أصول الفقه ركيزة من علوم الشريعة، إذ من خلاله يتوصل إلى الاجتهاد على أكمل وجه، ولايمكن للفقيه أن يستغني عنهُ، فهو أصل الاجتهاد، ومن خلاله يتم الولوج إلى معرفة الأحكام الشرعية.
ويذكر الكاتب معنى أصول الفقه وحدَّه وحقيقته، ثمَّ مرتبتهُ ونسبتهُ إلى العلوم، فيوضح معنى الفقه ( عبارة عن العلم والفهم في أصل الوضع)، وأمّا تعريف أصول الفقه ( عبارة عن أدلة هذه الأحكام، وعن معرفة وجوه دلالتها على الأحكام، من حيث الجملة لا من حيث التفصيل).
مؤلف الكتاب:
كتاب المستصفى من علم الأصول: لأبي حامد محمد الغزالي الطوسي النيسابوري، ولد في الطابران، كان فقيهًا وفيلسوفًا، وهو من أبرز العلماء المسلمين، ولقب بالعديد من الألقاب وهي، حجّة الإسلام، زين الدين، العالم الأوحد، شرف الأئمة، ولهُ العديد من المؤلفات منها، تهافت الفلاسفة، خواص القرآن، جواهر القرآن، الحكمة في مخلوقات الله، إحياء علوم الدين، منهاج العارفين، فضائل الأنام من رسائل حجة الإسلام، وغيرها من المؤلفات.
موضوعات الكتاب:
يحتوي الكتاب على عدة مواضيع، وهي:
- الدعامة الأولى في الحد: وتشتمل على ستّ قوانين ( القانون الأول: أنَّ الحدّ إنّما يذكر جوابًا عن سؤال في المحاورات، ولايكون الحدّ جوابًا عن كل سؤال، بل عن بعضه، والسؤال طلب، ولهُ لا محالة مطلوبٌ وصيغة.
وأمّا القانون الثاني: إنَّ الحادّ ينبغي أن يكون بصيرًا بالفرق بين الصفات الذاتية، واللازمة، والعرضية، وذلك غامض، فلا بد من بيانه.
وأمّا القانون الثالث: إنّ ما وقع السؤال عن ماهيته، وأردت أن تحدَّهُ حدًّا حقيقيًا، فعليك فيه وظائف لايكون الحدّ حقيقيًا إلا بها، فإنّ تركتها سميناه رسميًا أو لفظيًا، ويخرج عن كونه معربًا عن حقيقة الشيء، ومصوّرًا لكنّه معناه في النفس.
وأمّا القانون الرابع: في طريق اقتناص الحدّ، وأنَّ الحدّ لايحصل بالبرهان، القانون الخامس: في حصر مداخل الخلل في الحدود، وهي ثلاثة فإنّه تارةً يدخل من جهة الجنس، وتارةً من جهة الفصل، وتارةً من جهة أمر مشترك بينهما. - وأمّا القانون السادس: في أنَّ المعنى الذي لاتركيب فيه،لايمكن حدّه إلا بطريق شرح اللفظ، أو بطريق الرسم، وأمّا الحد الحقيقي فلا، والمعنى الفرد مثل ” الموجود” ).
ومن دعامة الحد في الامتحانات للقوانين بحدود مفصلة: يشتمل على عدة امتحانات وهي ( الامتحان الأول: اختلاف الناس في حدّ “الحدّ”، فمن قائل يقول: حدّ الشيء هو حقيقتُهُ وذاتُه، ومن قائل يقول: حدّ الشيء هو اللفظ المفسر لمعناه على وجه يمنعُ ويجمعُ، ومن القائل يقول: هذه المسألة خلافية، فينصر أحد الحدّين على آخر.
وأمّا الامتحان الثاني: اختلف في حدِّ العلم فقيل: إنَّهُ المعرفة، وهو حدّ لفظي، فإنَّهُ تكرير لفظ بذكر ما يرادفه، وهو أضعف أنواع الحدود، وغيرها من الامتحانات التي ذكرت). - الدعامة الثانية من مدارك العقول في البرهان الذي به التوصل إلى العلوم التصديقية المطلوبة بالبحث والنظر: وهذه الدعامة تشتمل على ثلاثة فنون: سوابق، ولواحق، ومقاصد.