كثرة الدين تورث الهم - Borrow makes sorrow

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الدين:

مما لا شك فيه أنّ الدين يُعتبر من أكبر الهموم الفردية التي قد تحل بالفرد، حيث تشكل لدى الإنسان الهموم عند حلول الليل وغموم عند بروز النهار، فلا يستطيع الإنسان التخلص من التفكير بها، وهناك العديد من الأسباب التي يتوجه الشخص إلى الدين بسببها، فالبعض يلجأ إلى الدين من أجل أمور مستعجلة لا تحتمل التأخير، وفئة أخرى تلجأ إلى الدين من أجل أمور كمالية لا تكون ضرورية ومهمة، وهناك أشخاص يتوغلون في الدين بأموال ضخمة تفوق مقدرتهم في السداد واحتياجاتهم.

وبعض الفئات تقوم باللجوء إلى الاستقراض من أجل التبذير والإسراف على أمور بدون فائدة، فالإنسان الواعي والمدرك يقوم إذا قضت به الحاجة إلى الاستقراض على مقدار الحاجة المستعجلة والتي لا يقوى على تأجيلها، حيث يكون لديه مقدرة وإمكانية في السداد، كما يعمل على انتقاء الأشخاص الذي يمكنه الاقتراض منهم، إذ يُعد البخيل واللئيم من الأشخاص الذي لا يمكن الاستقراض منهم نهائياً، لما يقنونه من حب عميق للمال فلا يستطيعون الابتعاد عن أموالهم.

هناك العديد من الأمور التي تساعد الفرد في تنظيم مصروفاته على حسب ظروفه المعيشية، بحيث يعمل على تنظيم وحسن الإدارة في المال الذي يحصل عليه، فيقوم بتقسيم كل قسم من الأموال حسب المتطلبات المعيشية؛ ويكون ذلك من أجل عدم اللجوء إلى الدين لما يعود من آثار سلبية على الفرد والمجتمع، حيث أنّ الشخص الذي يحتاج المال من الممكن أن يلجأ إلى أساليب أخرى عدا الاستقراض وتراكم الديون على نفسه.

مضمون مثل “كثرة الدين تورث الهم”:

تناول المثل الإنجليزي موضوع الدين والاستقراض، حيث أنّ تلك الظاهرة منتشرة منذ الزمن القديم وحتى الوقت الحاضر في كافة المجتمعات العربية، وهذا ما جعل الحكماء والفلاسفة من أخذ المثل وترجمته إلى كافة اللغات العالمية سواء كانت العربية أو الأوروبية، كما عملوا على توضيح مفهومه والمقصود منه من خلال بيان مضمون المثل.

فقد قدّم الحكماء من خلال المثل الإنجليزي حكمة عظيمة وجلية تمثلت في ما يولده اللجوء إلى الاستقراض والدين، كما عملت على إصدار العديد من الطرق التي يمكن للفرد اللجوء إليها عوضاً عن التوجه نحو الدين، ومن تلك الطرق البحث عن مصدر دخل آخر، في حال تطلبت أمور الحياة المعيشية ذلك، أو العمل على التنظيم وحسن الإدارة في الأمور المالية والمصروفات، وغيرها الكثير من الطرق التي يمكن التوجه نحوها بدلاً عن الدين.


شارك المقالة: