الأمثال:
تستهوي الناس قراءة الحكم والأمثال والأقوال الشعبية، خصوصاً في الأمثال التي كانت تصدر من العلماء والحكماء والفلاسفة المشاهير وعلماء النفس ودكاترة التنمية البشرية، حيث قدمت الأمثال والحكم العديد من العبر والمواعظ التي وُجد من خلالها الكثير من الأشخاص ضالتهم، ففي أغلب الأحيان كانت تأتي إلى الأشخاص على شكل رسائل مبعوثة من أحد المشاهير العظماء.
أصل مثل “كما تكونون يولى عليكم”:
يعود أصل المثل المذكور إلى الزمن القديم، وهذا ما بينه الكاتب والمؤلف (العجلوني) في كتابه الذي يحمل عنوان (كشف الخفاء)، حيث أوضح أنّ أيّ مكان يتوجب وجود مسؤول أو مدير هو ما يكون إلّا من جني ثمار أعمال الأشخاص والعمال الموجودين ضمن تلك المؤسّسات.
مضمون مثل “كما تكونون يوّلى عليكم”:
تناول المثل موضوع المجتمعات والدوائر التي يتسلم إدارتها أشخاص معينين، فإنّه إذا كانت تلك المجتمعات يسود فيها جملة من الممنوعات والمحرمات مثل الرشوة والمخدرات والسرقة وشرب المنكرات، تنقلب لديهم الموازين والمقاييس، فيصبح الباطل لديهم يأخذ مكان الحق، ويتمحور الحق عندهم مكان الباطل، كما يصبح المنكر يحل محل المعروف، والمعروف يأخذ مكان المنكر، ويختلط الصدق بالكذب، والأمانة بالخيانة، إذ يكثر في المجتمع كبائر المحرمات والذنوب.
ففي المجتمعات التي تعج بالفساد، يوصف الشخص صاحب الخلق الحسن والدين والشهامة، بأنّه غبي ومغفل، ويقال فيه أنّه غير مدرك لما تطورت إليه المجتمعات الدولية على اختلاف أطيافها، فقد عمّت العديد من المظاهر التي اتسمت باللهو والضياع وارتكاب المعاصي وعمل المنكرات والمحرمات، التي انتهت إلى أكل حقوق البشر والاعتداء عليهم.
فتلك النوع من المجتمعات لا يتوقع منها أن تخرج مسؤول اداري صالح يتسم بالأخلاق الحميدة والرفيعة، بل تلك المجتمعات لا يخرج منها سوى ما هو من نفس جنسهم وطريقهم التي اختاروها بأيديهم، فيبدأ بإذاقتهم الويلات والحسرات، ويكون ذلك جزاء ما قدمته أيديهم وجنت إليه أفعالهم.
بينما المجتمعات التي يتصفون أهلها بالصلاح والإعمار والزهد والتقوى والهداية، فإنّه يتولى عليهم من يسير على نفس نهجهم وطريقهم ومن خرج من نفس بيئتهم، فيجلب إلى مجتمعه كافة حقوقهم ويقدم لهم الاحترام ويحفظ لهم كرامتهم، بالإضافة إلى أنّه يكون سعى على الدوام إلى سماعهم وتقبل آرائهم ومحاوراتهم، كما يعمل بشكل أساسي في تأمين حمايتهم ومتطلباتهم.