كيف تحول الصبي المتسول إلى الكونت بيرو هي قصة خيالية إيطالية جمعتها لورا غونزينباخ في (Sicilianische Märchen)، وأدرجها أندرو لانغ في كتاب (The Crimson Fairy Book) إنها من ضمن سلسلة (Aarne-Thompson type) Cat as Helper) تشمل الحكايات الأخرى من هذا النوع دون جوزيف بير.
الشخصيات:
- الكونت بيرو.
- الثعلب.
- الملك.
قصة تحول الصبي المتسول إلى الكونت بيرو:
كان هناك رجل لديه ابن واحد فقط، صبي كسول، غبي لا يفعل أي شيء يطلب منه، وعندما كان الأب يحتضر، أرسل لابنه وأخبره أنه سيتركه قريبًا بمفرده في العالم، بلا ممتلكات سوى الكوخ الصغير الذي يعيشون فيه وشجرة الكمثرى التي نمت خلفه، سواء كان يحب ذلك أو لا، كان عليه أن يعمل وإلا فسوف يموت جوعاً، ثم مات الرجل العجوز.
لكن الصبي لم يعمل، وبدلاً من ذلك، كان يتسكع كما كان من قبل، مكتفيًا بأكل الإجاص من شجرته والتي على عكس أشجار الكمثرى الأخرى من قبل أو منذ ذلك الحين كانت تثمر طوال العام، في الواقع، كانت الكمثرى أفضل بكثير من أي شيء يمكن أن تحصل عليه حتى في الخريف، وفي أحد الأيام، في منتصف الشتاء، جذبت الشجرة انتباه الثعلب الذي كان يزحف.
قال الثعلب: عزيزي! ما أجمل الكمثرى! أعطني سلة منها، سوف يجلب لك الحظ! قال الشاب: آه، أيها الثعلب الصغير لكن إذا أعطيتك سلة مليئة، ماذا سآكل؟ قال الثعلب: صدقني، وافعل ما أقوله لك، أعلم أن هذا سيجلب لك الحظ. فقام الصبي وقطف بعض الكمثرى الأكثر نضجًا ووضعها في سلة، فشكره الثعلب وأخذ السلة في فمه وهرع إلى قصر الملك وشق طريقه مباشرة إلى الملك.
قال وهو يضع السلة عند أقدام الملك: جلالة الملك، سيدي لقد أرسل لك شاب بعضًا من أفضل الكمثرى لديه، ويتوسل إليك أن تقبلها بلطف، صرخ الملك وهو ينظر إليهم: إجاص! في هذا الموسم؟ ثمّ سأل الملك: من سيدك أيها الثعلب، أجاب الثعلب: الكونت بيرو، فسأل الملك: ولكن كيف تمكن من الحصول على الكمثرى في منتصف الشتاء؟
أجاب الثعلب: لديه كل ما يريد، يا جلالة الملك هو أغنى منك، قال الملك: ماذا أرسل له مقابل الكمثرى؟ أجاب الثعلب: لا شيء، جلالتك أو ستجرح مشاعره، فقال الملك: حسنًا، أخبره كم أشكره من القلب، وكم سأستمتع بتلك الثمار، وذهب لثعلب بعيدًا.
عاد الثعلب إلى الكوخ بسلة فارغة وأخبر قصته للشاب، لكن الشاب لم يبدو مسرورًا لسماع ما قال الثعلب، ثمّ قال: لكن، أيها الثعلب الصغير لم تجلب لي شيئًا في المقابل، وأنا جائع جدًا! أجاب الثعلب: دعني وشأني، أعرف ما أفعله وسترى، سوف يجلب لك ما أفعله الحظ الجيد.
بعد أيام قليلة عاد الثعلب مرة أخرى، وقال للشاب: يجب أن أحصل على سلة أخرى من الكمثرى، فأجاب الشاب: آه، أيها الثعلب الصغير، ماذا آكل إذا أخذت كل ما عندي من كمثرى؟ قال الثعلب: كن هادئًا، سيكون كل شيء على ما يرام، وأخذ سلة أكبر من ذي قبل، ملأها تمامًا بالكمثرى ثم رفعها في فمه وهرول إلى القصر، وعندما وصل قال للملك: كما يبدو أنك أحببت أول سلة من الكمثرى، لقد جلبت لك المزيد، مع احترام الكونت بيرو المتواضع، قال الملك: بالتأكيد ليس من الممكن زراعة مثل هذه الكمثرى بثلوج عميقة على الأرض؟
أجاب الثعلب باستخفاف: هذا لا يؤثر عليهم أبدًا، إنه غني بم بما يكفي لكن اليوم يرسلني لأسأل إذا كنت ستتزوج ابنتك؟ قال الملك: إذا كان أكثر ثراءً مني، فسأضطر للرفض، شرفي لن يسمح لي بقبول عرضه، فأجاب الثعلب: آه، لا أيها الملك لا تفكر في ذلك، لن يحلم الكونت بيرو بطلب أي شيء سوى يد الأميرة.
سأل الملك: هل هو حقاً ثري لدرجة أنه يستطيع طلب الزواج من ابنتي؟ أجاب الثعلب بتوبيخ: ألم أخبر جلالتك أنه أغنى منك؟ قال الملك : حسنًا، أرجوه أن يأتي إلى هنا، لنتحدث معًا، فرجع إلى الشاب وقال: لقد أخبرت الملك أنك كونت بيرو، وسألته ان يزوج ابنته لك.
صرخ الشاب في فزع: أيها الثعلب الصغير، ماذا فعلت؟ عندما يراني الملك سوف يأمر بقطع رأسي، أجاب الثعلب: لا لن يفعل! فقط افعل ما أخبرك به، ثمّ ذهب الثعلب إلى المدينة، وتوقف عند منزل أفضل خياط، وقال الثعلب للخياط: سيدي، الكونت بيرو، يطلب منك أن ترسل له في الحال أفضل معطف لديك في متجرك، وإذا كان يناسبه فسوف أدفع ثمنه غداً!
في الواقع، إنّه في عجلة من أمره، لم يكن الخياط معتادًا على خدمة الشخصيات الكبار، وأخرج في الحال جميع المعاطف التي كان قد جهزها، ثمّ اختار الثعلب واحدة جميلة من الأبيض والفضي، وأمر الخياط بربطها في طرد، وحمل الخيط في أسنانه، وغادر المحل، وذهب إلى تاجر خيول حيث أقنعه بإرسال أفضل ما لديه من الخيول للكونت حيث حصل على حصان وعاد إلى الكوخ.
ارتدى الشاب المعطف وامتطى الحصان، وركب لمقابلة الملك، وكان الثعلب يركض أمامه، وكان يسأل بقلق: ماذا أقول لجلالته، أيها الثعلب الصغير؟ أنت تعلم أنني لم أتحدث إلى ملك من قبل، أجاب الثعلب: لا تقل شيئًا، لكن اترك الكلام لي، صباح الخير يا جلالة الملك فقط، سيكون كل ما هو ضروري لك.
وعندما وصلوا إلى القصر، وجاء الملك إلى الباب لاستقبال الكونت بيرو حيث قاده إلى القاعة الكبرى وكانت الأميرة جالسة بالفعل على الطاولة، لكنها كانت غبية مثل الكونت بيرو نفسه، قال الملك للثعلب: ألا يتحدث الكونت كثيراً؟ فأجاب الثعلب:
لديه الكثير ليفكر فيه في إدارة ممتلكاته لدرجة أنه لا يستطيع التحدث مثل الناس العاديين.
كان الملك راضيًا تمامًا، وانتهوا من العشاء، وبعد ذلك أخذ الكونت بيرو والثعلب الإذن للمغادرة وفي صباح اليوم التالي عاد الثعلب مرة أخرى، وقال: أعطني سلة أخرى من الكمثرى، أجاب الشاب: حسنًا، أيها الثعلب الصغير، لكن تذكر أنه قد يكلفني خداعك للملك حياتي.
أجاب الثعلب: اترك الأمر لي، وافعل ما أخبرك به وسترى أنه في النهاية سوف يجلب لك الحظ، ثمّ قطف الكمثرى وأخذها إلى الملك، وقال له: سيدي، الكونت بيرو، يرسل لك هذه الكمثرى، ويطلب منك إجابة على طلبه، فأجاب الملك: قل لسيدك أن الزفاف يمكن أن يتم في أي وقت يشاء، عاد الثعلب لإيصال رسالته بفخر.
صرخ الشاب في فزع: لكن لا يمكنني إحضار الأميرة إلى هنا، أيها الثعلب الصغير؟ أجاب الثعلب: يجب أن تترك كل شيء لي، ألم أدير الأمر جيداً حتى الآن؟ في تلك الأثناء كانت الاستعدادات في القصر لحفل زفاف كبيرة، وتزوج الشاب من الأميرة، وبعد أسبوع من الاحتفال، قال الثعلب للملك: يود سيدي أن يأخذ عروسه الصغيرة إلى المنزل في قلعته.
أجاب الملك: حسنًا، سأرافقهم، وأمر حاشيته بالاستعداد وجلب أفضل الخيول في إسطبله، لذلك انطلقوا جميعًا، والثعلب الصغير يركض أمامهم، وعندما توقف عند رؤية قطيع كبير من الغنم يتغذى بسلام على العشب، سأل الثعلب الراعي: لمن هذه الغنم؟ أجاب الراعي: إلى الغول.
قال الثعلب بطريقة غامضة: اصمت، هل ترى ذلك الحشد من الرجال المسلحين على طول الطريق؟ إذا أخبرتهم أن تلك الأغنام تنتمي إلى الغول، فسوف يقتلون جميع هذه الأغنام ، ثم يقتلك الغول! إذا سألك الملك ورجاله، قل فقط أن الأغنام تنتمي إلى الكونت بيرو؛ سيكون أفضل للجميع، وركض الثعلب على عجل، لكي لا يراه الملك يتحدث إلى الراعي.
وعندما اقترب الملك من الأغنام قال: يا لها من خراف جميلة! لمن هم؟ أجاب الراعي الذي لم يكن يعرف الملك: إنها للكونت بيرو، فكر الملك في نفسه وابتهج لأنه كان لديه مثل هذا الصهر الثري، وقال: حسنًا، يجب أن يكون رجلًا ثريًا جدًا، في هذه الأثناء، كان الثعلب قد التقى بقطيع ضخم من الخنازير، يتجول حول جذور بعض الأشجار.
سأل عن الخنازير: لمن هذه الخنازير؟ وعندما أجاب الراعي أنها للغول، نفذ الثعلب نفس الخطة على الراعي وأخبره أن يقول انها للكونت بيرو حتى لا يقتله الملك ورجاله، فنفذ الراعي ما قال له الثعلب وأخبر الملك لأنّها للكونت بيرو، ومرة أخرى شعر الملك أنه محظوظ لوجود مثل هذا الصهر الثري.
وهذه المرة ركض الثعلب أسرع من ذي قبل، وفي مرج وجد مجموعة من الخيول تتغذى وعندما سأل الرجل الذي كان يراقبها عن صاحبها، أجابه بأنها للغول، فطلب منه أن يخبر الملك أنها للكونت بيرو حفاظاً على حياته فوافق الرجل، وأخيراً وصل الجميع إلى قلعة الغول نفسه حيث ركض الثعلب على الدرج قبلهم والدموع تنهمر من عينيه وهو يبكي، وقال للغول: أيها المسكين، يا له من مصير محزن لك!
سأل الغول وهو يرتجف من الخوف: ماذا حدث؟ فقال الثعلب: هل ترى تلك الفرسان الذين يركبون على طول الطريق؟ أرسلهم الملك لقتلك! فصرخ الغول وزوجته: أيها الثعلب الصغير، ساعدنا أرجوك! أجاب الثعلب حسنًا، سأفعل ما بوسعي، ولكن يجب عليكما الاختباء في الفرن الكبير، وعندما يمر الجنود سأدعكما تخرجان.
وبعدما اندفع الغول وزوجته إلى الفرن بأسرع ما يمكن، صعد الملك وقال الثعلب وهو ينحني على الأرض: لنا شرف استقبال جلالة الملك، هذا هو قصر الكونت بيرو! صاح الملك، وهو ينظر حول كل الأشياء الجميلة التي ملأت القاعة: لماذا هو أروع من قصري! ولكن لماذا لا يوجد خدم؟
أجاب الثعلب: سعادة الكونت بيرو أراد أن تختارهم الأميرة بنفسها، فأومأ الملك بموافقته، ثم انطلق تاركًا ابنته في القلعة. ولكن عندما حل الظلام وكان كل شيء ساكنًا، تسلل الثعلب إلى الطابق السفلي وأشعل نار المطبخ، وقام بحرق الغول وزوجته حتى الموت، في صباح اليوم التالي قال الثعلب للكونت بيرو: الآن بعد أن أصبحت غنيًا وسعيدًا، لم تعد بحاجة إلي، ولكن، قبل أن أذهب هناك شيء واحد يجب أن أطلبه منك في المقابل، عندما أموت، عدني أنك ستعطيني نعشًا رائعًا، وتدفنني مع مرتبة الشرف.
قال الكونت بيرو: نعش لحيوان؟ما هذا الهراء! فقط سآخذك من ساقك وألقيبك في الحفرة، ثم نهض الثعلب وصرخ: أيها الشحاذ البائس، الناكر للجميل؛ هل نسيت أنك مدين لي بكل ثروتك؟ خاف الكونت بيرو عندما سمع هذه الكلمات، حيث اعتقد أنه ربما يكون لدى الثعلب القدرة على انتزاع القلعة، وتركه فقيرًا كما لو لم يكن لديه ما يأكله سوى الكمثرى من شجرته.
لذلك حاول أن يخفف من غضب الثعلب قائلاً إنه حديث فقط على سبيل المزاح، ثمّ هدأ بعد اعتذار الكونت له وعاش في القلعة لسنوات عديدة، ولعب مع أطفال الكونت بيرو، وعندما مات بالفعل، كان نعشه مصنوعًا من الفضة، وتبعه الكونت بيرو وزوجته إلى القبر.