صنّفت الترجمة في بداية الأمر إلى نوعين أساسيّين هما: الترجمة العادية أو التي يطلق عليها اسم الترجمة التقليدية والنوع الآخر وهو الترجمة الإبداعية والاحترافية، ولكن من وجهة نظر البعض بأنّ هذا التصنيف هو تصنيف غير صحيح أو منطقي؛ والسبب في ذلك هو أن الترجمة مهما كان نوعها أو مجالها فلا يجوز أن تخلو من الإبداع، سنتحدّث عزيزي القارئ في هذا المقال عن أهم الفروق البسيطة بين الترجمة الحرفية والإبداعية.
الفرق بين الترجمة الحرفية والإبداعية
إنّ الفرق الأساسي والبسيط بين الترجمة الحرفية والإبداعية هو أنّه في الترجمة الإبداعية ينبغي على المترجم في معظم الأحيان أن يقوم بالتجرّد تماماً من الحرفية أو من لغة النص؛ والسبب في ذلك هو أن يطلق لنفسه العنان من أجل استشعار روحانية النص، والإبداعي في نقله، ولكن مع مراعاة الاختلاف في الثقافة.
الترجمة الإبداعية من الممكن أن تخلو من الحرفية؛ والسبب في ذلك هو أن المترجم عند قيامه بالترجمة فهو يتجرّد من حرفية النقل؛ فالترجمة ليست قاموس لنقل المعاني والكلمات، بل المترجم يبحر في خياله ليبدع، أمّا الترجمة الحرفية فمن المفترض أن لا تخلو من الإبداعية، إذ أن المترجم هنا يركّز على الجوانب والمسائل اللغوية، ولا ينسى لمسة الإبداع في الترجمة.
من أهم الأمثلة على الترجمة الحرفية هي ترجمة المواد الإعلانية أو ترجمة الصحف، ومن أهم الأمثلة على الترجمة الإبداعية هي ترجمة الشعر؛ فتعتبر ترجمة الشعر عملية خلق لصور بلاغية وجمالية تجعل القارئ وكأنّه يقرأ شعر جديد، ومن الأفضل أن يكون المترجم الشعري شاعر أيضاً؛ وذلك من أجل أن يأخذ حريّته في الإبداع في الترجمة دون الأخلال بالإيقاع الموسيقي للنص الشعري.
أمّا في الترجمة الحرفية للإعلان على سبيل المثال؛ فهنا يتجرّد المترجم تماماً من المسائل اللغوية، ولكنّه يركّز على اختيار ألفاظ يفهمها القارئ وتناسب النص؛ حتى ولو كانت غير موجودة في النص الأصلي، ومن شروط المترجم الذي يقوم بالترجمة في مجال ما أن يكون متخصّص في مجاله؛ ففي مجال الإعلان يجب عليه أن يمتلك المهارة الكافية لجذب المشتري، وبالتالي يجب عليه أن يعرف ما هي متطلّبات المشتري وثقافته واحتياجاته العامّة.