عندما كان نطاق الترجمة في القديم نطاق ضيّق ويختص بترجمة مجالات محدّدة، كانت وسائله وأدواته محدّدة أيضاً، ولكن في الزمن الحديث انتشرت الترجمة ودخلت نواحي الحياة وجميع التعاملات التي نتعرّض لها بشكل يومي، فأصبح لها تقنيات وأساليب محدّدة، تضمن لها هذه التقنيات أن تستمرّ في مسارها الصحيح، سنحكي عزيزي القارئ في هذا المقال عن تقنية حديثة للترجمة وهي الترجمة العكسية.
تعريف الترجمة العكسية
تعرّف الترجمة العكسية أو بحسب المسمّى الآخر لها (الترجمة الارتدادية) بأنّها عبارة عن تقنية من التقنيات المستخدمة بهدف إعادة الترجمة أو إعادة صياغة النص المترجم؛ فيقوم المترجم بعد انتهائه من ترجمة النص من اللغة الأم إلى اللغة الهدف بإعادة النص وترجمته إلى لغته الأصلية مرّةً أخرى.
وعند قيام المترجم بهذه الخطوة التي لا تعتبر من الخطوات السهلة؛ فإنّه يهدف بالتأكيد لشيء ما، والهدف الرئيسي هو عمل مقارنة بين النصّين الأصلي والمترجم، والبحث عن أي حلقة مفقودة أو أي اختلاف أو نقص بينهما، وغالباً ما يقوم بهذه المهمّة مترجم آخر، وهو ليس المترجم ذاته الذي قام بالترجمة العادية.
في كلتا الحالتين الهدف الرئيسي هو جودة الترجمة، والتأكّد من مطابقة النصّين المصدر والهدف قدر الإمكان، والشخص الذي يقوم بالترجمة العكسية له عدّة مهام من أهمّها: يقوم المترجم العكسي أو الارتدادي بأخذ النص المرجم وإعادة صياغته إلى لغته الأصلية مرّةً أخرى، وبعد ذلك يقوم بعمل مقارنة بين ترجمته هو وبين النص الأصلي، وإيجاد الفروقات والاختلافات إن وجدت، أو التحقّق من مطابقة النصّين.
في حال أنّ هنالك أيّ ملاحظات للمترجم فيقوم بتدوينها، وأحياناً يقوم بإبلاغ مزوّد الخدمات اللغوية، وإخباره عن الأجزاء التي تحتاج إلى تصحيح في الترجمة، وفي بعض الأحيان يقوم بمهمّة المقارنة هم الأشخاص أنفسهم أو (العملاء)، فعندما يجدون أي خطأ يمكنهم إخبار المترجم بهذا الأمر بكل سهولة.
وأحياناً تتم عملية الترجمة العكسية أو الارتدادية آليّاً؛ حيث يقوم الشخص بترجمة النص بشكل آلي ثم يقوم بإعادة ترجمته إلى لغته الأصلية مرّةً أخرى والبحث عن الفرق في الوظيفة بين النصّين، والتحقّق من مدى التشابه بينهما.