إنّ فن الترجمة هو فن من الفنون الأكثر أهميّة والأكثر انتشاراً في العالم؛ نظراً للحاجة الماسّة لها في كافّة المجالات، وفن الترجمة هو فن متواجد منذ العصور القديمة، وشاع في العصور القديمة مصطلح الترجمة ضمن اللغة الواحدة، سنحكي عزيزي القارئ في هذا المقال عن مفهوم الترجمة ضمن اللغة الواحدة إلى عدّة لهجات في الحقب القديمة.
مفهوم الترجمة ضمن اللغة الواحدة
يقصد بمفهوم الترجمة ضمن اللغة الواحدة هو ترجمة اللغة من لهجة إلى أخرى، وتسمّى الترجمة من اللهجة الأصلية إلى اللغة القياسية؛ والسبب في ذلك هو الحاجة لها بسبب تعدّد اللهجات ضمن الحقب الزمنية، ومثال عليها: عندما يريد الخبير التواصل مع الأشخاص العاديين، أو ترجمة اللهجات من اللهجة الرسمية إلى اللهجة غير الرسمية، أو مثلاً من لهجة الأطفال إلى البالغين أو العكس، أو أحيانا ً من ترجمة الكلام من نمط الكلام المحكي إلى الكلام المكتوب.
ومن الأمثلة الأخرى عليها هو ترجمة اللغة إلى الصم والبكم، أو مثلاً ترجمة الكلام لأغراض تعليمية لمراحل متنوّعة، أو على سبيل المثال ترجمة الكلام بأسلوب الترجمة الحرفية التي تقوم على تغيير الابجدية، على سبيل المثال (أبجدية السنسكريتية والأبجدية الهندية) وغيرها.
وتعرّف الترجمة ضمن اللغة الواحدة بإعادة الترجمة، فعلى سبيل المثال التحليل السياسي أو النفسي أو الاقتصادي لنص ما يعتبر ترجمة ضمن اللغة الواحدة؛ والسبب في ذلك هو أن هذه الترجمة ليست تغيير في اللغة، بل هي تسعى لمعرفة إلى ما وراء الكلام، وهنالك أمثلة كثيرة أخرى من الممكن أن تندرج تحت مسمّى (الترجمة ضمن اللغة الواحدة) مثل: تحديث النصوص التي تحتوي على ثقافات قديمة، عمليّة كتابة نقد لترجمة ما.
وأحياناً تكون مناقشة ترجمة ما أو مقارنة ترجمة معيّنة بترجمة أخرى تعتبر ترجمة ضمن اللغة الواحدة، وكذلك يعتبر التقسيم الثلاثي للغة الذي وضعه البعض من أهم الأمثلة على الترجمة ضمن اللغة الواحدة وكذلك ترجمة الرموز والدلالات، ويعدّ موضوع الترجمة ضمن اللغة الواحدة من القضايا التي لا تحظى بأهميّة كبيرة؛ والسبب في ذلك قلّة المقالات التي ذكرتها في موضوعاتها. ولكن الأمر الأهم والأساسي والذي اتفق عليه الجميع هو الاختلاف بين الترجمة العادية والترجمة ضمن اللغة الواحدة.