العلاقة بين الكتابة والإبداع:
الكتابة فن أدبي منذ قديم الزمان، في القديم كان عدد الكتّاب قليل جداً وكان بالكاد يصبح الشخص كاتباً؛ لأنه ليس بالأمر السهل، بل هو إما موهبة تولد مع الكاتب أو مهارة تكتسب بكثير من القراءة والبحث والاطلاع، لكن في زمننا الحالي أصبح بإمكان أي شخص حتى وإن كان لا يمتلك مهارة الكتابة أن يكتب كل ما يجول في ذهنه، سواء كان خاطرة أو منشور على مواقع التواصل الاجتماعي؛ والسبب في ذلك كثرة المصادر فأصبح بالإمكان الرجوع إلى أي كتاب دون الصعوبة بالبحث عنه في المكتبات أو أي مكان آخر فهو أصبح متوفر إلكترونياً، لكن بشكل عام يكمن إبداع الكاتب بالكتابة في قدرته على توصيل كل ما يشعر به من مشاعر إيجابية أو سلبية، أو معاناة قد تكون شخصية أو عامة وطنية بطريقة يكون الكاتب مقتنع بها أولاً ثم يقوم بتوصيلها للقّراء بلغة سلسة وواضحة.
هل الإبداع في الكتابة صفة جميع الكتّاب؟
الإجابة لا والسبب أن هنالك بعض الكتّاب منهم من استطاع أن يصل لمرحلة الإبداع بطريقة اختياره لمواضيع تهم المجتمع، وثانياً اختياره للغة وأسلوب بسيط يستطيع الجميع أن يفهمه، ومنهم لم يستطيع الوصول لهذه المرحلة؛ لأن أغلب كتاباته كانت لمواضيع عابرة ليس لها أهمية كبيرة بل وتقليدية، فالكاتب المبدع يجب أن يركّز جيداً عند اختياره للموضوع الذي يريد أن يتحدث عنه أولاً وثانياً يجب أن لا يضع لنفسه أطراً معينة للكتابة أي يتبع أسلوب معين، بل يبحث عن طريقته الخاصة في الإبداع الكتابي ويقوم بتوصيل كلامه بصورة مشرقة، وبنفس الوقت تكون هذه الطريقة تحاكي هموم مجتمعه وعاداته وتقاليده.
بالإضافة إلى المخزون الثقافي، فالكاتب يجب أن تكون ثقافته مواكبة لثقافة عصره، فيكون أسلوبه في الكتابة مرن قادر على إحداث أي تغييرات تلبي احتياجات عصره، فمن الممكن أن يكون الكاتب قد أبدع في تأليف كتاب لكن مع مرور الزمن قد يرى الكاتب أن هذا الموضوع لم يعد يهم الناس أو أن لغته وأسلوبه لا تحاكي ثقافة عصره، فيمكن له أن يقوم بتغيير أسلوبه الذي يسوقه دائماً لبلوغ مرحلة الإبداع من وجهة نظر قرّائه.