ما هي الفلسفة السكولائية؟

اقرأ في هذا المقال


السكولاستية والنظم الفلسفية والميول التأملية، يعود ظهورها للعديد من المفكرين المسيحيين في العصور الوسطى الذين عملوا في ظل خلفية من العقيدة الدينية الثابتة، حيث سعوا إلى حل مشاكل فلسفية عامة جديدة من مثل الإيمان والعقل والإرادة والفكر والواقعية والاسمية وإثبات ذلك من وجود الله، والتي كانت في البداية تحت تأثير التقليد الصوفي والحدسي لفلسفة آباء الكنيسة ولا سيما الأوغسطينية ولاحقًا تحت تأثير أرسطو.

تعريف السكولائية:

تأتي الفلسفة السكولائية – المدرسية – من مصطلح scholasticus المشتق من الكلمة اللاتينية schola، والتي تعني حرفيا فلسفة المدرسة.

هذا المعنى مهم لأن الفلسفة السكولائية – المدرسية – تقوم على فكرة أنّ الحقيقة موجودة بالفعل في فكر العصور الوسطى وأنّ الفلسفة يتم تدريسها من خلال التدريس في المدارس، وأساس هذه الفلسفة هو علم اللاهوت بل هي تقوم عليه وتحاول دعمه.

تألفت الفلسفة السكولائية – المدرسية – من جهود للحفاظ على الفلسفة الآبائية أي آباء الكنيسة ولتنظيم الأساس الفلسفي للإيمان المسيحي الذي تحوّل إلى عقيدة هناك، ولكن نظرًا لأنّ جميع الأنشطة الفلسفية قد تم تحقيقها على أساس مدرسي منذ فترة معينة من العصور الوسطى، فإنّ الفلسفة السكولائية – المدرسية – غالبًا ما تتبادر إلى الذهن عندما يتم ذكرها في فلسفة العصور الوسطى، بالرغم من أنّها تغطي فترة تاريخية واسعة جداً، كما أنّ النقطة الثانية هي أنّ هناك مدارس مدرسية مسيحية ومدرسة إسلامية.

تاريخ الفلسفة السكولائية:

في تاريخ الفلسفة هناك ثلاث فترات منفصلة للفلسفة السكولائية – المدرسية -:

  • سكولاستيك – المدرسة – المبكرة – 800-1200 سنة -.
  • سكولاستيك -المدرسة – في فترة الصعود – 1200 – 1300 سنة -.
  • فترة السكولاستيك -المدرسة – المتأخرة – 1300-1500 سنة -.

في هذه الفترة يمكن القول أنّ الفلسفة سكولائية -المدرسة – تميل إلى حل المشكلات المطروحة من زاوية معينة بصفات مختلفة، ومع ذلك هناك خاصية عامة يفهمها مصطلح الفلسفة سكولائية -المدرسة -، والتي من الواجب ذكر هذه الخاصية العامة أولاً كملكية أرسطية، ففي الفلسفة الآبائية – آباء الكنيسة – كان أفلاطون والأفلاطونية بارزين، بينما في الفلسفة سكولائية -المدرسة – يبدو أنّ الأرسطية هي مصدر الإلهام، حيث تقود فلسفة أرسطو بشكل أدق من فلسفة أفلاطون اللذان يعدّان المفكرين إلى الحكمة، والتي لا تعني فقط محاولة معرفة الله ولكن أيضًا إلى عالم الحقائق.

مبادئ الفلسفة السكولائية -المدرسة -:

تتضمن الفلسفة سكولائية -المدرسة – كفلسفة مدرسية أولاً معلمي اللاهوت لتدريس علم اللاهوت النظامي بالإضافة إلى تدريس الفنون الحرة السبعة – Septem artes Liberales – التي يتم تدريسها في المدارس القديمة، والتي في وقت لاحق تم التعبير عنها لتشمل جميع مذاهب ودراسات هذه المدرسة.

السمة المنهجية المشتركة للمدرسة هي تطبيق الفلسفة على مجال الدين أو المعتقد وجعل القضايا في هذا المجال مفهومة، وعلى وجه الخصوص تم محاولة التغلب على المعتقدات والوحي والاعتراضات القائمة على العقل بهذه الطريقة.

فبهذا المعنى لا تسعى الفلسفة سكولائية -المدرسة – إلى إيجاد شيء جديد أو إنتاج أفكار، بل على العكس من ذلك حاولت الفلسفة سكولائية -المدرسة – أن تؤسس الأفكار المناسبة ودحض الأفكار الغير الملائمة، ولربما وجد منطق هذا الجهد في هندسة أرسطو وإقليدس – الإقليدية -.

الكلمة الموجزة والفكرة في هذه الفترة هو فكر أوغسطينوس: “أوروم أعتقد أنه فهم”، ووفقًا لهذه الفكرة يوجد الإيمان وتعبيره ولغته الموجوده، وهذه الفكرة التي هي أساس الواقعية، وهي أيضاً الافتراض الأساسي للسكولاستيين، ووفقًا لهذا فإنّ المعرفة ليست سوى تجلي وانعكاس للحقيقة الإلهية من خلال الافتراضات والاستنتاجات المختلفة.

لذا تحارب سكولاستيك ضد النسبية والذاتية والشك، ويقبل سكولاستيك وجود سطر واحد فقط ونظام واحد للحقيقة مرتبط به، وسوف تلعب الاسمية بعد ذلك دورًا مهمًا في حل مشكلة المدرسة.

يجب التأكيد على عنصرين في الموقف الأخلاقي العام لسكولائية -المدرسة – وهي الأوامر المدرسية لها القيم الأخلاقية والمعنوية، ووفقًا لذلك من المهم التصرف وفقًا للخير لأن الخير هو وصية الله والله كله طيب، كما حاولت الفلسفة السكولائية -المدرسة – التوفيق بين الإيمان والمعرفة في بدايتها وتطورها، وعلى هذا الأساس ركزت على إيجاد أساس منهجي وفلسفي للعقائد الدينية.

ومع ذلك فقد اتضح أن هذا المشروع لن ينجح في الفترة الماضية وأنّ الانفصال بين المعرفة والاعتقاد قد اكتسب اليقين بسبب المناقشات الداخلية في الاتجاه المعاكس.

الفلسفة السكولائية والأرسطية:

وهنا يمكن القول بأنّ فلسفة أرسطو كامنة في أعمال فلاسفة سكولاستيك، وتشكل فكرة الجوهر والحوادث أساس الفهم المسيحي الميتافيزيقي للعالم، حيث يستخدم القديس توما الأكويني وأقرانه ميتافيزيقيا أرسطو لاستكشاف كل شيء من طبيعة الإنسان إلى طبيعة الله.

بالإضافة إلى ذلك تتجلى أفكار أرسطو عن الواقعية والاحتمالية في الفهم السكولاستي للسببية وخلق الكون، وبالنسبة للسكولاستيين يبدو أنّ أرسطو يدين بدين كبير، ولا بد من الذكر أنّه في أرسطو تعلم الفلاسفة حقًا أولاً البحث عن الحكمة في العقل بدلاً من الخيال وسعى للمعرفة في العقلانية دون تحديد وقصر أنفسهم على عالم الإحساس.


شارك المقالة: