من الأمر المعروف أن فن الترجمة هو فن جدلي بحت، وهنالك الكثير من القضايا والدراسات والنظريات القديمة والحديثة وحنى المتناقضة التي أثيرت من حوله، بعض الأشخاص يشجّعون فن الترجمة ويعتبرون بأنّه من أهم فنون التواصل الحضاري، ومنهم من لا يدعم الترجمة بسبب عدم اقتناعه بها، سنتحدّث عزيزي القارئ في هذا المقال عن أهم المفاهيم الخاطئة التي أثيرت حول الترجمة.
المفاهيم الخاطئة حول الترجمة
أغلب المفاهيم الخاطئة حول الترجمة تكون من قبل أشخاص لم يخوضوا مجالها بعد، ومن ضمن المفاهيم والتعريفات الخاطئة لها هي:
- عدم أهميّة تعلّم اللغة الإنجليزية للخوض في مجال الترجمة، وأنّه من الممكن التدرّب عليها أثناء ممارسة عملية الترجمة، وهذا أمر خاطئ جدّاً؛ والسبب في ذلك هو أن تعلّم اللغة بشكل جيّد أمر مشروط قبل خوض الترجمة، ولكن الترجمة قد تضيف إلى المعارف الموجودة مصطلحات وكلمات جديدة.
- من ضمن المفاهيم الخاطئة أن المترجم من المفترض أن يكون على معرفة بترجمة جميع أنواع النصوص بمختلف تخصّصاتها، وفي حال واجه المترجم نص ولم يستطع ترجمته؛ فيمكن الحكم عليه بالفشل، وهذا أمر خاطئ لأنّ المترجم يمكنه أن يركّز على مجال واحد فقط ويبدع به، وأن لكل مجال شروط وصفات خاصّة به ينفرد بها مترجم معيّن.
- بعض الأشخاص الذين لم يخوضوا تجربة الترجمة بعد يعتقدون بأن فن الترجمة هو فن سطحي وهامشي، ويمكن لأي تطبيق أو موقع القيام به، ولكن الأمر الأصح بأن الترجمة هي فن متعدّد وواسع المجالات ومنها الترجمة ضمن اللغة الواحدة، وأنّه يعطي الفرصة للمترجم بالإبداع من خلال أسلوبه الخاص في إعادة صياغة النص والحفاظ على جماليّته، وهو لا يقتصر على الترجمة الحرفية كما يعتقد البعض.
- البعض يعتقد أن من أهم شروط الترجمة هي إتقان الكل من لغة المصدر ولغة الهدف، والأمر الأصح أن إتقان اللغات فقط لا يكفي للترجمة، بل يجب أن يكون المترجم ملمّاً بكل النواحي الثقافية والحضارية للبلدين، بالإضافة لصفات ومهارات شخصية تساعد المترجم بكيفية التعامل مع كل التحديات التي قد يواجهها في عملية الترجمة.
هذه المفاهيم الخاطئة تقودنا لأن نتعلّم بعدم الحكم على الشيء قبل الخوض فيه، فمن خلال تجربة الترجمة والتعلّم من تجارب الآخرين يمكن لنا فهمها بالشكل الصحيح.