نشأ فن الترجمة وهو أدب من الفنون الأدبية منذ القدم، وكان لهذا الفن عدّة وسائل وأدوات بسيطة، ولكن مع تطوّره في عصرنا الحالي ظهر للترجمة الكثير من الأدوات والتقنيات الحديثة التي ساهمت بتطوير الترجمة وانتشارها في العالم بشكل سريع، سنتحدّث عزيزي القارئ في هذا المقال عن أهم هذه التقنيات.
تقنيات الترجمة الحديثة
طرأ الكثير من التعديلات على تقنيات الترجمة الحديثة؛ وذلك بسبب الحاجة الماسّة لتلك التعديلات في عدّة مواضيع ومجالات متنوّعة، وهذا الأمر ساهم بانتشار عدد القرّاء للأعمال المترجمة، وسنذكر أهم التقنيات التي تم التركيز عليها في عملية الترجمة وهي:
- تقنية الإجراءات التنظيمية للنص وهي تعني أن يقوم المترجم بعد ترجمته للنص الأصلي بالقيام بعدّة محاولات لتقييم النص، وذلك ليقوم باختيار الأنسب والأقرب منها للنص الأصلي، وهذا يضمن إيجاد تشابه كبير بين النصّين.
- عمل مقارنة بين نتاج المترجم وبين نتاجات المترجمين الأخرى، فيقوم المترجم بالبحث عن ترجمات للنص الأصلي بعدّة لغات، ويبدأ بعمل مقارنة بين أسلوبه في الترجمة وبين الأساليب الأخرى.
- القيام بمحاولة دراسة ردود أفعال القرّاء حول تقيم العمل المترجم، وما هو مدى رضاهم عن فعالّيتها ودقّتها.
هل يوجد فرق بين أسلوب الترجمة والتقنية؟
من الأمر الواضح أن هنالك فرق ولكن فرق بسيط بين أسلوب الترجمة والتقنية، يعتبر أسلوب الترجمة مصطلح يهتم بالتركيز على كامل النص والقيام بترجمته بأسلوب معيّن، أمّا المترجم عندما يريد استخدام تقنية من التقنيات الحديثة لترجمة النصوص؛ فإنّه في ذلك الوقت يجب عليه أن يقوم بتمييز النص الذي يريد ترجمته وتحديد نوعه، بالإضافة لتحديد أهم العناصر اللفظية بداخله، وبعد ذلك يقوم بترجمة النص باستخدام التقنية، وغالباً ما تكون التقنيات متعدّدة، أما أسلوب الترجمة فهو أسلوب واحد متعارف عليه بين الجميع.
بالإضافة إلى أن تقنيات الترجمة تختلف باختلاف نوع الترجمة؛ فهنالك تقنيات تختصّ بالترجمة الفورية على سبيل المثال، وتقنيات أخرى تختصّ بترجمة الشفهية أو الأدبية أو العلمية، كل بحسب مجاله، بينما أسلوب الترجمة يعتمد على مجموعة من القواعد والأسس التي يجب اتبّاعها في ترجمة النصوص، وعادةً ما تكون هذه الأسس موحّدة لدى الجميع.