مع انتشار المجالات الواسعة والمتنوّعة في الترجمة؛ أصبح لكل نوع من تلك المجالات التقنيات والأساليب والطرق الخاصّة بها، خاصّةً عند التطرّق بالحديث عن الترجمة التخصّصية، فالترجمات التخصّصية هي نوع من أنواع الترجمة الذي يحتاج الكثير من الدراسة والبحث والخلفية الثقافية الواسعة، سنحكي عزيزي القارئ في هذا المجال عن أهم التقنيات التي يتّبعها المترجم في مجال الترجمة السياسية، نظراً لأنّ ترجمة المصطلحات السياسية هي مصطلحات شديدة الدقّة والأهميّة.
تقنيات الترجمة السياسية
إنّ اللغة السياسية في النصوص هي لغة شديدة التنسق والتماسك؛ ولهذا السبب فيجب على المترجم أن يحرص بشدّة عند قيامه بترجمة المصطلح السياسي، ويجب عليه أن يضمن التقارب بين الظروف السياسية للبلدان، لهذا السبب هنالك بعض التقنيات التي يجب على المترجم اتباعها في حال أن وجد أي تعارض بين هذين اللغتين، وأهم هذه التقنيات هي:
- التقنية الأولى وهي بالاعتماد على الدراسة التي توصلّت إلى أنّ اللغة تمثّل الثقافة، فعلى المترجم عند مواجهته لأي مصطلح غريب أو شاذ أن يقوم بحذفه، بمعنى تخفيض اللغة أو التقليل من النص، ولكن بشرط أن لا يخلّ ذلك بالمعنى الأساسي والمضمون الداخلي له.
- تقنية التوسّع، وهي تعني أن يقوم المترجم بشرح التفاصيل الموجودة في النص، سواء كانت هذه المعلومات موجودة في المقدّمة أو الحواشي أحياناً، أو في المتن أو في أسلوب سرد الكلمات.
- أسلوب الغرابة، وهو يعني قيام المترجم بتبديل بعض الكلمات العامية المتواجدة في النص، أو الكلمات المكتوبة باللهجة المحليّة، ووضع كلمات معادلة لها في لغة الهدف، وأحياناً يطلق على مثل هذه الكلمات (الهراء)، ويشار إليها في النص المترجم بالخط المائل.
- التحديث، ويعني أن المترجم يقوم بتحديث أي معلومة في النص قد تكون قيمة وانتهى مفعولها، أو أن تكون غامضة وغير واضحة؛ فيقوم المترجم بتعويضها بعبارة أكثر وضوحاً ولكن ضمن خدمة المعنى الأساسي للنص الأصلي.
- تقنية التكافؤ الظرفي، وهي تعني قيام المترجم بتغيير سياق النص؛ والسبب في ذلك أن سياق النص في بعض الأحيان قد يكون قديم أو غير معروف، ويستبدله المترجم بسياق مستخدم وشائع بشكل أكثر.
- اللجوء لتقنية الخلق، وهي تعني أن يقوم المترجم بخلق بعض العبارات بهدف خدمة المعنى في النص الهدف، ويكون الهدف من تلك التقنية المحافظة على الرسالة المراد إيصالها من النص الأصلي.