قصة جحا والحمار وابنه

اقرأ في هذا المقال


قصة جحا والحمار وابنه:

كان في أحد الأيام رجل ظريف وحكاياته طريفة وعديدة خاصّةً مع حميره، وكان هذا الرجل يشتري الكثير من الحمير ويأخذ معه حماراً أينما يذهب ويجره معه، وفي يوم من الأيام حصلت معه حكاية طريفة مع الحمار وابنه، وهذه القصة هي أنه كان جحا من يريد السفر هو وابنه، وكان وقتها لا يمتلك المال الكافي لشراء الحصان الذي كان هو وسيلة السفر والتنقّل الوحيدة في ذلك الوقت؛ لذلك اشترى حماراً من أجل أن يسافر هو وابنه عليه.

فكان من المعروف في ذلك الحين أن الحصان لا يشتريه إلّا الأغنياء، ولكن جحا لم يكن منهم وعند السفر ركب جحا وابنه على ظهر الحمار سويّةً، حتى وصولهما لأول قرية وعندما رآهما الناس قاموا بالاستنكار لفعل جحا وابنه، ونعتوهم بعديمي الرحمة؛ وذلك لأنهما كانا يركبان الحمار مع بعضهما البعض، فقد ظهر على الحمار علامات التعب، فحزن جحا لذلك وقرّر  أن يركب الحمار مرّة وابنه مرة أي أن يسافرا على ظهر الحمار بالتناوب.

كان أول دور لركوب الحمار هو لجحا فطلب من ابنه أن يجرّه، وخلال سيرهما دخلوا قرية أخرى وعند رؤيتهم لجحا على حماره وابنه يجره، قالوا: يا لهذا الأب الظالم يستريح على ظهر حماره ويجعل ابنه يشعر بالتعب من دون رأفة أو رحمة، تأثّر جحا بكلام أهل القرية لذلك قرّر النزول عن ظهر الحمار  و أن يسير على قدميه متابعاً سفره، وطلب من ابنه أن يركبه بدلاً عنه، ويقوم هو بجر الحمار.

حتّى أن وصلوا لقرية أخرى وعند وصولهم وعند شاهدوا جحا يقود الحمار وابنه راكباً فوق الحمار قالوا: يا لهذا الابن السيء  يستريح فوق ظهر الحمار ويترك أبيه منهكاً من التعب ويسير ويجره، أخيراً قرّر جحا أن ينزل هو وابنه عن ظهر الحمار وأن يكملا سفرهما سيراً على الأقدام ويجرّا الحمار، لكي لا يسمع أي منهم تعليقاً من الآخرين، وصلوا لقرية أخرى وظن جحا أنّه لن يسمع شيئاً، ولكنّه تفاجأ بأن أهل القرية نعتوه هو وابنه بالأحمقين وقالوا: لماذا قاموا بشراء الحمار وهم لا يركبوه بل يجرونه فقط!.

أخيراً قرّر جحا أن يبيع الحمار ويكمل سفره مع ابنه سيراً على الأقدام من دون الحمار، ويمكن القول أن العبرة من قصة جحا مع حماره وابنه هي أن الشخص الذي يسعى لإرضاء الآخرين، ويعطي لآرائهم اهتماماً كبيراً يتعب جدّاً ويخسر خسارة كبيرة، جحا باع حماره وخسره وتعرّض لتعب شديد ولكنّه لم يرضي أحد، وأخفق في ذلك، لذلك يجب على الإنسان أن يكون معتدلاً في أخذه لآراء الناس فهم مختلفون في الآراء والأذواق، فلربمّا يقوم الشخص بفعل شيء يعجب البعض ولكن لا يعجب الآخر؛ لذلك يجب على الإنسان اتبّاع الحق مهما كان رأي الآخرين به.


شارك المقالة: