اقرأ في هذا المقال
رواية أولاد حارتنا
أولاد حارتنا هي رواية من الروايات التي أثارت كثيرا من اللغط والكلام على المصري نجيب محفوظ، حيث أنها تناولت أشخاصا كأنهم أنبياء ورسل دون أن يكون ذلك صراحة، وبسبب هذا فقد منعت من النشر داخل مصر لغاية عام 2006، ويذكر أن نجيب محفوظ كان قد أصدر هذه الرواية في عام 1959، بينما قامت العديد من مؤسسات النشر خارج مصر بنشرها وخصوصا دور النشر في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 2022 قامت مؤسسة الهنداوي التي تتخذ من القاهرة مقرا لها بإعادة طباعتها ونشرها.
المواضيع التي تضمنتها الرواية
- افتتاحية
- أدهم
- جبل
- رفاعة
- قاسم
- عرفة
ملخص الرواية
بعد أن انتهت ثورة يوليو من عام 1952 وشعور الأديب المصري نجيب محفوظ بأن رواياته السابقة قد أتت بثمارها قرر التوقف عن الكتابة، ولكن بعد خمس سنوات من انتهاء الثورة شعر بأنه لا بدّ من العودة للكتابة من جديد بسبب انحراف الثورة عن مسارها، فقرر أن يكتب هذه الرواية التي كانت بعنوان “أولاد حارتنا”، ولكنه هنا لم يكن أسلوبه كما في الروايات السابقة التي امتازت بالواقعية، حيث كانت أقرب ما تكون إلى النظرة الكونية الإنسانية العامة، ومع هذا لم تخلو من النظرة الاجتماعية، حيث اعتمد فيها على قصص الأنبياء، ولكن ليس من زاوية سرد سيرتهم وإنما كيفية الاستفادة من قصصهم في إطار تحقيق العدل والمساواة والسعادة.
فعند التمعن جيدا في هذه الرواية نجد أن فيها نقد وانتقاد مبطن لما آلت إليه الأحوال بعد انتهاء الثورة، حيث حاول أن يذكر الساسة والسياسيين بهدفها الأساسي وليس ما أصبحت عليه، وهذا ما سلط الضوء عليه من خلال أبطال هذه الرواية، فالجبلاوي رجل قوي ذو سلطان يعيش مع أولاده في قصره الكبير والواسع في إحدى الصحاري، ولديه حدائق غناء واسعة محاطة بأسوار عالية، حيث أنه في أحد الأيام قرر أن يترك مسألة إدارة تلك الممتلكات إلى ابنه أدهم الذي لديه أخ أكبر منه اسمه إدريس، وهنا تبدأ الحكاية حيث أن إدريس يرفض هذا القرار ويغضب من والده وأخيه، وعلى إثر ذلك يقرر والده طرده خارج القصر، وهنا تبدأ خيانة أدهم، وعندما يكتشف والده تلك الخيانة يقرر طرده كما طرد أخاه الأكبر.
وتستمر الرواية حيث يخرج أدهم مجبرا من قصر والده ويقرر العيش في منزل بسيط قريب من القصر مدة من الزمن عسى أن يأتي يوم ويغفر له والده خطأه، ولكن مع مرور الزمن فشلت كل محاولاته من أجل الحصول على رضاء والده، وتستمر الرواية في الإفصاح عن أحداثها وتتطرق للحديث عن “جبل” وهو أحد أبناء بني حمدان، حيث قام بتقديم دعوى ضد “ناظر الوقف”، حيث كانت هذه الدعوى بتكليف من الجبلاوي لجبل، كما تتطرق للحديث عن “رفاعة” ذلك الشاب الذي قتل على يد فتوات الحارة والذي أتهم الجبلاوي بقتله ودفنه في حديقة قصره، كما تتحدث عن الشاب “قاسم” ذلك الرجل الذي يتميز بالعزة والكبرياء، فقام بتوحيد رجال الحارة وأبنائها وأعطى كل حق حقه، وأخيرا تتحدث الرواية عن “عرفه” هذا الرجل الذي يهوى التجارب العجيبة والغريبة والذي لا يؤمن ولا يطيق كل من الجبلاوي ولا أبناءه.
مؤلف الرواية
لقد كانت أولى الخطوات في مجال الأدب والكتابة للأديب والمفكر المصري نجيب محفوظ في بداية ثلاثينيات القرن الماضي، وكان ذلك من خلال تقديمه لمجموعة قصصية قصيرة كان عددها ثماني قصص نشرها جميعا دون أن يأخذ عليها أي مقابل، وبعدها وتحديدا في عام 1939 قدم أول رواياته التي كانت عبارة عن الجزء الأول من الثلاثية التاريخية وهي رواية عبث الأقدار، ثم أتبعها بالجزء الثاني وهي رواية رادوبيس، ومن ثم رواية كفاح طيبة، وبعدها واصل عمله الأدبي في مجال الرواية وكتابة سيناريوهات الأفلام والمسلسلات، فبلغ مجموع ما كتبه من روايات ما يزيد عن خمسين رواية وتسعة عشر سيناريو.
أشهر الاقتباسات في الرواية
1- “ولكن مهلا، فإنني لا أكتب عن نفسي ولا عن متاعبي، وما أهون متاعبي إذا قيست بمتاعب حارتنا! حارتنا العجيبة ذات الأحداث العجيبة. كيف وجدت؟ وماذا كان من أمرها؟ ومن هم أولاد حارتنا؟”.
2- “ما حادثها في الأمر إلا وهو ينتظر أن تدفعه عنه لا أن تجذبه إليه. كان بحاجة إلى من يؤكد له صواب موقفه من أخيه. كان بحاجة ماسة إلى ذلك ولكنه كمن كان ينادي في الظلام خفيرا فيخرج إليه قطاع الطريق”.
3- “وإذا بصوت إدريس يعلو قريبا من مدخل الكوخ: أخي أدهم! تعال يا مسكين! فسرت الرعدة فيهم جميعا، غير أن أدهم صاح به: عد إلى كوخك، واحذر أن تستفزني. فقال إدريس بصوت قوي: شر أهون من شر، مصيبتكم نجتكم من غضبي”.