اقرأ في هذا المقال
- فلسفة راسل في تطوير الفلسفة اللغة باستخدام المنطق
- طريقة عبارات الدلالة للفيلسوف راسل
- استنتاجات راسل بتفسير الأشكال المنطقية
- أعمال الفيلسوف راسل في نظرية الأوصاف
تتمثل طريقة برتراند راسل الفلسفية في جوهرها في صنع الفرضيات واختبارها من خلال وزن الأدلة، ومن هنا جاء تعليق راسل بأنّه يرغب في التأكيد على المنهج العلمي في الفلسفة، وتتطلب طريقته أيضًا تحليلًا صارمًا للقضايا الإشكالية باستخدام آلية منطق الدرجة الأولى.
فلسفة راسل في تطوير الفلسفة اللغة باستخدام المنطق:
كان يعتقد راسل أنّه باستخدام المنطق الجديد لعصره سيكون الفلاسفة قادرين على عرض الشكل المنطقي الأساسي لبيانات اللغة الطبيعية، وسيساعد الشكل المنطقي للبيان بدوره في حل مشاكل مرجعية مختلفة مرتبطة بغموض والتباس اللغة الطبيعية.
منذ تقديم حساب التفاضل والتكامل الحديث كان من الشائع استخدام ثلاثة رموز منطقية منفصلة، وذلك لتمثيل ثلاث معاني منفصلة لكلمة اللغة الطبيعية (هو – is) والتي تعني الإسناد:
1- (Px).
2- (x = y).
3- (∃x).
ولتوضيح ذلك على سبيل المثال جملة:
1- “شيشرون حكيم” تعد مفهوم الهوية.
2- “شيشرون هو تولي (Tully)” هي مفهوم الوجود.
3- إذن هو “شيشرون”.
وقد كان اقتراح راسل أنّه مثلما نستخدم المنطق لتوضيح هذه الفروق يمكننا أيضًا استخدام المنطق لاكتشاف الفروق الوجودية الأخرى المهمة، والاختلافات التي يجب أن تنعكس في التحليل الذي نقدمه للصيغة المنطقية الصحيحة لكل جملة.
من وجهة نظر راسل يتم تمييز موضوع الفلسفة عن موضوع العلوم فقط من خلال عمومية وأولوية البيانات الفلسفية وليس من خلال المنهجية الأساسية للنظام، ففي الفلسفة كما هو الحال في الرياضيات اعتقد راسل أنّه من خلال تطبيق الآلات المنطقية والرؤى التي يمكن تحقيقها في التحليل.
طريقة عبارات الدلالة للفيلسوف راسل:
يعد أشهر مثال لراسل على طريقته التحليلية الجديدة بما يسمى بعبارات الإشارة والعبارات التي تتضمن أوصافًا محددة وأسماء علم مثل ألكسيوس مينونج (Alexius Meinong)، فقد تبنى راسل في البداية وجهة النظر القائلة بأنّ كل عبارة دلالة (على سبيل المثال سكوت ومؤلف ويفرلي والرقم الثاني والجبل الذهبي) تشير إلى كيان موجود أو يشير إليه.
ووفقًا لوجهة النظر هذه يجب أن تكون الكيانات الخيالية والخيالية حقيقية حتى تعمل كصناع للحقائق لجمل حقيقية مثل وحيد القرن لها قرن واحد بالضبط، وبحلول الوقت الذي ظهرت فيه مقالته البارزة (حول الدلالة) في عام 1905 كان راسل قد عدّل واقعيته المتطرفة واستبدل في مكانها وجهة النظر القائلة بأنّ العبارات التي تدل على ذلك لا يجب أن تمتلك وحدة نظرية.
على حد تعبير راسل فإنّ الافتراض القائل بأنّ: “كل عبارة دلالة يجب أن تشير إلى كيان موجود كان نوعًا من الافتراضات التي أظهرت فشل هذا الشعور للواقع الذي يجب الحفاظ عليه حتى في أكثر الدراسات تجريدًا”.
في حين أنّ الأسماء المناسبة منطقيًا، وذلك مثل كلمات (هذا أو ذلك) التي تشير إلى الأحاسيس التي يدركها الوكيل على الفور لها مراجع مرتبطة بها، ويجب أن تكون العبارات الوصفية مثل أصغر عدد أقل من (pi)، حيث ينظر إليها على أنّها مجرد مجموعات من المحددات الكمية مثل (كل و بعض) ووظائف مقترحة مثل (x) هو رقم.
وعلى هذا النحو لا ينبغي النظر إليها على أنّها مصطلحات مرجعية بل يجب اعتبارها رموزًا غير مكتملة، وبمعنى آخر يجب النظر إليها كرموز تأخذ معنى ضمن السياقات المناسبة، لكنها تظل بلا معنى بمعزل عن غيرها.
بعبارة أخرى كانت فكرة راسل أنّ بعض العبارات قد تساهم في معنى (أو مرجع) الجملة دون أن تكون ذات معنى، وكما يشرح:
“إذا كان مؤلف ويفرلي يعني أي شيء آخر غير سكوت (Scott)، فسيكون مصطلح سكوت هو مؤلف ويفرلي خطأ وهو ليس كذلك، وإذا كان مؤلف ويفرلي يعني سكوت، فإنّ سكوت هو مؤلف ويفرلي وسيكون حشوًا وهو ليس كذلك، لذلك فإن مؤلف ويفرلي لا يعني سكوت ولا أي شيء آخر، بمعنى أنّ مؤلف ويفرلي لا يعني شيئًا”.
إذا كان راسل صحيحًا فسيتبع ذلك في جملة مثل:
1- ملك فرنسا الحالي أصلع، حيث يلعب الوصف المحدد ملك فرنسا الحالي، ودورًا مختلفًا تمامًا عن الدور الذي يلعبه اسم علم مثل سكوت في الجملة التالية.
2- سكوت أصلع، فالسماح لـ (K) باختصار المسند (هو ملك فرنسا الحالي) و (B) يختصر المسند (أصلع)، ويعين راسل الجملة (1) الشكل المنطقي:
أ- هناك (x) مثل هذا:
-(Kx).
-لأي (y)، إذا (Ky) ثم (y) = (x).
-(Bx).
وبدلاً من ذلك نكتب في تدوين حساب التفاضل والتكامل الأصلي:
ب- (∃x [(Kx & ∀y (Ky → y = x)) & (Bx].
في المقابل بالسماح لـ (s) باختصار الاسم سكوت، يعين راسل الجملة (2) الصيغة المنطقية المختلفة تمامًا:
أ- (Bs).
استنتاجات راسل بتفسير الأشكال المنطقية:
وهذا التمييز بين الأشكال المنطقية يسمح لرسل بشرح ثلاثة ألغاز مهمة:
1- الأول يتعلق بعمل قانون الوسط المستبعد وكيف يرتبط هذا القانون بمصطلحات الإشارة، فوفقًا لقراءة واحدة لقانون الوسط المستبعد، يجب أن تكون الحالة إما أنّ: “ملك فرنسا الحالي أصلع” صحيحة، أو أنّ “ملك فرنسا الحالي ليس أصلعًا”.
ولكن إذا كان الأمر كذلك يبدو أنّ كلا الجملتين تستلزم وجود ملك حالي لفرنسا، ومن الواضح أنّها نتيجة غير مرغوب فيها نظرًا لأنّ فرنسا جمهورية وبالتالي ليس لها ملك، ويوضح تحليل راسل كيف يمكن تجنب هذا الاستنتاج، من خلال اللجوء إلى التحليل جملة (ب)، يترتب على ذلك أنّ هناك طريقة للرفض (1) دون الالتزام بوجود ملك فرنسا الحالي، أي عن طريق تغيير نطاق عامل النفي وبالتالي قبول أنّ ليس الأمر أنّ هناك ملك فرنسا الحالي أصلع وهذا صحيح.
2- اللغز الثاني يتعلق بقانون الهوية لأنّه يعمل في ما يسمى بالسياقات غير الشفافة، وعلى الرغم من أنّ (سكوت مؤلف ويفرلي) صحيحة، إلّا أنّه لا يتبع ذلك أنّ المصطلحين سكوت ومؤلف ويفرلي يجب أن يكونا قابلين للتبادل في كل موقف، وهكذا على الرغم من أنّ: “جورج الرابع أراد أن يعرف ما إذا كان سكوت هو مؤلف ويفرلي” صحيحة، فإنّ “جورج الرابع أراد أن يعرف ما إذا كان سكوت هو سكوت” من المفترض أنّه خطأ.
يظهر تمييز راسل بين الأشكال المنطقية المرتبطة باستخدام أسماء العلم والأوصاف المحددة سبب ذلك مرة أخرى، ولمشاهدة هذا دعونا مرة أخرى نختصر الاسم سكوت، ونسمح أيضًا لـ (w) باختصار ويفرلي واختصار (A) المسند المكون من مكانين (هو مؤلف) وثم يلي ذلك الجملة:
3- (s)=(s)
لا يساوي على الإطلاق الجملة:
4- (∃x [(Axw & ∀y (Ayw → y = x)) & (x) = (s].
فالجملة رقم (3) على سبيل المثال هي حقيقة ضرورية، بينما الجملة (4) ليست كذلك.
3- اللغز الثالث يتعلق بادعاءات وجودية سلبية حقيقية مثل الادعاء بأنّ (الجبل الذهبي غير موجود)، وهنا ، مرة أخرى من خلال معالجة الأوصاف المحددة على أنّها ذات شكل منطقي مختلف عن تلك الخاصة بأسماء العلم، حيث يستطيع راسل تقديم وصف لكيفية التزام المتحدث بحقيقة الوجود السلبي دون الالتزام أيضًا بالاعتقاد بأنّ مصطلح الموضوع له مرجع، وهذا يعني أنّ الادعاء بأنّ سكوت غير موجود هو ادعاء كاذب منذ ذلك الحين.
5- ~∃x = s ) x)
وهذا هو متناقض مع الذات، فبعد كل شيء يجب أن يكون هناك شيء واحد على الأقل مطابق لـ (s) حيث إنّها حقيقة منطقية تتطابق مع نفسها! في المقابل قد يكون الادعاء بأنّ الجبل الذهبي غير موجود صحيحًا منذ ذلك الحين، وبافتراض أنّ (G) يختصر المسند (ذهبي) ويختصر (M) المسند (هو جبل) فلا يوجد أي تناقض حول
6- ~ ∃Mx & Gx) x).
أعمال الفيلسوف راسل في نظرية الأوصاف:
أهم كتابات راسل المتعلقة بنظريته في الأوصاف لا تشمل فقط (حول الدلالة) التي بناها عام 1905، ولكن تشمل ما يلي:
1- مبادئ الرياضيات (Principia Mathematica) في العاميين 1903 و1910.
2- مقدمة في الفلسفة الرياضية في عام 1919.