اختلف البعض في التفريق بين الترجمة العادية والترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة، ولكن في النهاية تم الاتفاق أن هنالك فرق كبير وشاسع بين الترجمة ضمن اللغة الواحدة والترجمة العادية؛ والسبب في ذلك هو أن الترجمة ضمن اللغة الواحدة تؤثّر على اللهجات، أمّا الترجمة العادية فهي تغيير كامل للغة، سنحكي عزيزي القارئ اليوم عن مصطلح الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة.
خصائص الترجمة التاريخية عن أنواع الترجمة الأخرى
يقصد بمفهوم الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة بإعادة صياغة النصوص بسبب اختلاف الحقب الزمنية، فمع مر السنين يطرأ الكثير من الاختلافات والتحديثات والتطويرات على عدّة مفاهيم ومصطلحات ومبادئ، ولها تعريف آخر وهو إعادة الأعمال الكلاسيكية وترجمتها.
ومن أهم أنواع الترجمة التاريخية من اللغة الواحدة هي: ترجمة النصوص والسجّلات والوثائق والمراسلات والنصوص الطبيّة، وتعتبر اللهجات المتواجدة في التاريخ القديم بعدد أكبر من اللهجات المتواجدة في اللغة القياسية الحالية، على سبيل المثال اللغة الفرنسية القديمة تتضمّن لهجات متعدّدة مثل: اللهجة النورمندية، الإنجليزية، البيكاردية، الشمبانية وغيرها، أمّا الآن فاللغة الفرنسية تتضمن اللهجة القديمة والحديثة فقط.
ويعتبر البعض أن الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة هو أمر منفصل تماماً عن أنواع الترجمة الأخرى، ويرى البعض بأنّها قضية هامشيّة، ولكنّ البعض يرى بأن مصطلح الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة هو مصطلح مهم؛ وذلك نظراً لأهميّته في إيصال المعاني والثقافات عبر العصور، ويرى كذلك بأنّ الحاجة لهذا المصطلح هو حاجة مستمرّة؛ والسبب في ذلك هو أنّ التاريخ القديم والزمن الحالي في تطوّر وتجديد وتحديث مستمرّ، وهو بحاجة دائمة للتفسير لأهم المعاني والأفكار.
والترجمة التاريخية تشمل ترجمة اللهجات واللغات كذلك، وهي تقوم بعمليّة النقل من خلال وضع مرادفات مقاربة بين اللهجات المختلفة، ومن ضمن الأسباب التي تؤكّد أهميّة الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة هي أن مرور الزمن يؤثّر ليس فقط في اللهجة، وإنّما يؤثّر في عملية الفهم، فالبالغين لا يفهمون النصوص التاريخية كالأطفال مثلاً، فلذلك الحاجة للتعديلات النصيّة مستمرّة كذلك.
وتكمن كذلك أهميّة الترجمة التاريخية ضمن اللغة الواحدة هي مناقشتها الفجوات الأساسية بين الأدب القديم والأدب الحديث، وهي بذلك ظاهرة جديرة بالتحليل والدراسة.