بعد تسع شهور من الحمل والتعب والانتظار اكتمل الحمل وحان موعد رؤية الأم لطفلها،
وبالرغم من أنَّ الأم ستعاني من آلام وأوجاع قويّة وصعبة؛ إلَّا أنَّهُ الإحساس الأفضل الذي ستمرُّ بهِ الأمُّ طوال حياتها، عندما ترى طفلها وتحمله بين ذراعيها.
ما هي الولادة
هي اكتمال الحمل خلال التسع شهور واقتراب موعد خروج الجنين، وقد تلد بعض النساء في نفس الموعد الذي حدَّده الطبيب، وقد تتأخَّر بعضها لعدَّة أيام، والدخول في الشهر العاشر وخصوصاً الحمل الأول والولادة الأولى؛ وهذا الأمر لا يُقلق فهو أمر طبيعي، ومن الأفضل مراجعة الطبيب حتى يُتابع موعد الولادة.
حتى يخرج الجنين سيحصل انقباضات مُتتالية في الرحم، وهذه الانقباضات تسبب الألم الشديد للأم.
ولادة الطفل في المرَّة الأولى تكون عادةً أصعب من الولادات التي بعدها، وحتى تحصلين على ولادة سهلة اتّبَعي النصائح خصوصاً عند اقتراب موعد الولادة.
نصائح لولادة طبيعية وسهلة
- يجب مراجعة الطبيب لمعرفة الموعد المتوقَّع للولادة، حتى تكون الأمّ على استعداد لذلك اليوم، وأيضاً للاطمئنان أنَّ الجنين مُستعدٌّ للخروج وأنكِ لا تحتاجين لعملية قيصيريَّة.
- يجب أن تعرفي أن الولادة الطبيعية أفضل بكثير من الولادة القيصرية إلَّا إذا اضطر الطبيب للقيام بها، لأسباب صحّيَّة.
- يجب شرب الماء بكثرة، فإنَّ الماء يُقلّل الجفاف، ويُساهم في تروية أنسجة الجسم، ممّا يُساعد على دفع الجنين بشكل أسرع.
- تناول الأعشاب المُنشطة للرحم؛ حيث يوجد بعض الأعشاب التي يُنصح بشربها يومياً على الأقل خلال الشهر التاسع؛ ومنها الميرمية والقرفة واليانسون فهي تُنشّط الرحم وتزيد من انقباضات الرحم، وتُسهّل من عملية الولادة و تخفِّف الألم الناتج عنها.
- تناول التمر أو الرطب حيث تُساعد في تسهيل عملية الولادة وتنشيط الرحم وتقوية الطلق الطبيعي؛ لاحتوائه على نسبة عالية من البوتاسيوم والألياف.
لذلك لا يُنصح بتناولها خلال الأشهر الأولى من الحمل لأنَّها تعمل على توسيع عنق الرحم.
- تناول عصير الأناناس والبابايا؛ حيث يُساعد عصير الأناناس على إفراز إنزيمات فعّالة في استرخاء عضلات الرحم، و بالتَّالي تسرِّع عملية الولادة، ويحتوي على نسبة عالية من الألياف والكربوهيدرات، وتقلّل من فترة المخاض وتُحفّز من تقلُّصات الرحم.
- الاستحمام بالمياه الساخنة؛ الماء الدافئ والحمام الساخن هو صديق المرأة في شهرها التاسع، حيث يُنشّط الدورة الدموية، ويجعل الجسم رطب والعضلات مُسترخية؛ حيث يجب البقاء لفترة طويلة داخل حوض الاستحمام المليء بالماء الدافئ، وإنَّ هذه الطريقة تُساعد على فتح عنق الرحم، ويخفّف من الانقباضات وبالتالي يُسهّل الولادة.
- ممارسة تمارين التنفس الشهيق والزفير؛ من الأمور الهامّة التي يجب أن تحرص الأم على عملها في الشهر الأخير من الحمل؛ وذلك لزيادة نسبة كمّيّات الأكسجين ووصوله للجنين، وتُساعد في تمديد عنق الرحم وسهولة اندفاع الجنين.
- المشي؛ يعتبر طريقة ممتازة لتسهيل عملية الولادة حيث كان الآباء والأجداد على مرِّ العصور ينصحون به، وقد كشفت الدراسات الحديثة لما في المشي من فوائد، حيث يجعل الجسم مستعداً للولادة بشكل طبيعي، ويحفز الجنين بدفع رأسه نحو الحوض وعنق الرحم وكما أن المشي يزيل التوتر ويهدي الأعصاب.
- تناول البروتينات؛ حيث تُعزّز الصحة العامة، وتقوّي الجسم، وتهيِّئ الجسم للولادة.
- الاسترخاء والهدوء والابتعاد عن العصبية والصراخ؛ لأنّه يُضاعف المجهود ويُقلّل الأكسجين.
فوائد الولادة الطبيعية
الرابطة بين الأم والطفل
إن التلامس المباشر بين الجلد والجلد بعد الولادة مباشرة يعزز الرابطة القوية بين الأم ومولودها الجديد. ومما يسهل هذا الارتباط الحميم غياب التدخلات الطبية التي قد تعطل التدفق الطبيعي لعملية الولادة.
التدخلات الطبية المخفضة في الولادة الطبيعية
غالبًا ما تتضمن الولادة الطبيعية تدخلات طبية أقل، مما يؤدي إلى انخفاض احتمالية التدخلات مثل العمليات القيصرية، وبضع الفرج، واستخدام الملقط. وهذا يمكن أن يساهم في تعافي الأم بشكل أسرع.
التمكين والثقة في تجربة الولادة الطبيعية
تجد العديد من النساء أن تجربة الولادة تعزز بشكل طبيعي شعورهن بالتمكين والثقة. إن القدرة على المشاركة بنشاط في عملية الولادة تعزز العقلية الإيجابية والاتصال الأعمق بجسد الفرد.
الاعتبارات والتحضير لعملة الولادة الطبيعية
التعليم قبل الولادة
يعد التعليم المناسب قبل الولادة أمرًا بالغ الأهمية لأولئك الذين يفكرون في الولادة الطبيعية. الفصول التي تغطي تقنيات الولادة وطرق الاسترخاء ومراحل المخاض تمكن الأفراد من اتخاذ خيارات مستنيرة أثناء عملية الولادة.
اختيار بيئة الولادة الداعمة
يعد اختيار بيئة الولادة التي تتوافق مع تفضيلات الفرد أمرًا بالغ الأهمية. سواء كان ذلك مستشفى أو مركز ولادة أو منزلًا، فإن الجو الداعم يعزز احتمالية تجربة الولادة الطبيعية الإيجابية.
خطة الولادة الطبيعية
تعمل خطة الولادة المدروسة جيدًا كأداة تواصل بين الوالدين المتوقعين ومقدمي الرعاية الصحية. وهو يحدد تفضيلات المخاض والولادة والرعاية بعد الولادة، مما يعزز التعاون والتفاهم.
الولادة الطبيعية هي تجربة شخصية وفريدة من نوعها. يعد تثقيف الشخص حول الجوانب الفسيولوجية والفوائد والاعتبارات خطوة أساسية نحو اتخاذ قرارات مستنيرة. من خلال تبني عملية الولادة الطبيعية، يمكن للأفراد الشروع في رحلة تحويلية لا ترحب بحياة جديدة في العالم فحسب، بل تعزز أيضًا الشعور بالتمكين والتواصل.
