ما هي إدارات العلاقات العامة بين الدور الحيوي والنظرة النمطية؟

اقرأ في هذا المقال


إدارات العلاقات العامة بين الدور الحيوي والنظرة النمطية:

شهد مفهوم العلاقات العامة تطوراً لافتاً في السنوات القليلة الماضية، وأصبحت إدارة العلاقات العامة والكثير من المؤسسات الدولية الحديثة تتمتّع بالاهتمام كأحد أفضل الإدارات الداعمة للقرارات الإدارية، وقياس الرأي العام، والتواصل مع وسائل الإعلام من خلال تقديم المعلومة الصحيحة، وكما أن لها الوظيفة الهام في ربط المنظمة بجمهورها، إلا أن المفارقة تتمثل في وجود انطباع ينتقص كثيراً من أدوار ومسؤوليات هذه الإدارة والعاملين فيها.

وكما أنّ الموقع الإداري في الغالب لا يتناسب مع المهنة؛ بحيث تكون تابعة لإدارة أو قسم لا قيمة حقيقة لها في الهيكل التنظيمي وتتداخل التخصصات ونشاطات العلاقات العامة مع بعض الإدارات في المنظمة، وقلة الكادر المؤهل المتخصص في مجال العلاقات العامة وضعف في الرواتب والميزانية والموارد البشرية، عدم قيامها بأي دور استشاري لإدارة العمليات ولا تشكل أي دور في صناعة القرار في المنظمة، ولا تعتمد على البحوث والدراسات العلمية، وبحوث قياس الرأي العام في أداء مهمتها.

وعن المفهوم المنتشر عن إدارة العلاقات العامة في الأجهزة الحكومية وأسباب اختزالها في الجانب البروتوكول، حيث أن أبرز ما تعانيه صناعة العلاقات العامة في الأجهزة الحكومية، والمشكلة تكمن في عدم استيعاب المسؤولين أصحاب القرار بأهمية إدارة العلاقات العامة كواحدة من أبرز الوحدات المُعدّة للهيكل الإداري العام للمؤسسات، وكذلك عدم الالتفات لأهمية رأي القائمين في العلاقات العامة ورأيهم في اتخاذ بعض القرارات للشركات أو توجهات الرأي العام.

وهناك عدم تقدير حقيقي لِما تقوم به إدارات العلاقات العامة من مهام ومسؤوليات من بعض مسؤولي الإدارة العليا في المنظمات الحكومية والخاصة، لعدم كفاءة العاملين في مجال العلاقات العامة وعدم تخصصهم حتى أصبحت مهنة من لا مهنة له، والأسوأ من ذلك هو أن تجد أن من يقع على رأس جهاز العلاقات العامة ويدير الأمور لا علاقة له بها، حتى إنه لا يستطيع تعريفها علمياً أو عملياً.

وكما يجب تعديل هذه الصورة من خلال العمل على تحسين الأداء، وزيادة وعي أصحاب القرار، والعمل على حصر التوظيف في إدارة العلاقات العامة بالمختصين وبخاصة في الوظائف القيادية، كالمدراء ورؤساء الأقسام، أما إن استمر الحال كما هو عليه في الوقت الحاضر فسوف تبقى المشكلة، ولن تتعدل الصورة النمطية للعلاقات العامة؛ لأنها مفهوم ديموقراطي قائم على مبدأ تقدير الجمهور الذي تعتاده المنظمة، وما لم يكن المبدأ موجوداً؛ فإن الحاجة للعلاقات العامة الصحيحة والسليمة لن تظهر، فسوف تختزل أو توجه لأمور ونشاطات غير أساسية ولا صلة لها بدورها الأساسي والتي تقوم على تحقيق التكيف المشترك بين المنشأة وجماهيرها.


شارك المقالة: