ما هي علاقة التضلیل بالرأي العام؟

اقرأ في هذا المقال


علاقة التضليل بالرأي العام:

یُعرِّف بعض الإعلامیین التضلیل الإعلامي بأنه “عملیّة تقدیم معلومات خاطئة وغیر الدقیقة وبشكل ومتعمد؛ لغرض توجیه الرأي العام إلى وجهة محددة تحت ما یُسمَّى أحیاناً “الدعایّة السوداء”، التي یتم من خلالها إعطاء معلومات مضللة وخاطئة ومحَّرفة ومنحازة؛ بغرض زعزعة قناعات الرأي العام و تغییرها بأخرى مضللة فإن النتیجة المؤلمة”.
حيث أنّ هذا الرأي العام هو الضحیّة و أهمیّة التأثیر علیه تأتي؛ لأن الرأي الغالب أو السائد في مجتمع ما، خلال فترة زمنیّة معینة، اتجاه قضیّة أو مشكلة مثارة في المجتمع. ولهذا تنفق علیه مئات الملایین من الدولارات ولعلّ كل الأموال التي نسمع عنها أنها تستثمر في عملیّة توجیه و صناعه الرأي العام، حيث تُعتبر أمر غیر مستغرب فهو یدخل ضمن ما یُسمیه نعوم تشومیسكي بعملیات النصب المالي و المعنوي.
وهُنا نشیر إلى أن الرأي العام یعتبر أحیاناً مُحرّكاً في القضایا الداخلیة أكثر من الخارجیّة، لكن ذلك لا ینفي أنه یستخدم في الحالتین فهتلر منذ كان نشر أكذوبة أن بولندا أعتدت على ألمانیا؛ وذلك اعتقاداً منه أن في ذلك تغلب على مشاكل ألمانیا الاقتصادیّة عندما یغزو أحدى الدول القریبة؛ لأنه كان یرید إجماعاً داخلیاً لاعتداء خارجي یحقق أهدافاً محلیّة وطنیّة وعندها تكفلت وسائل الدعایّة بالترویج للأمر وتزییفه.
والأمر نفسه یحدث من خلال جهات الإعلام الأمریكیة التي تتعدد وتزيد الاستثمار كل تقدم تقني، أو تكنولوجي في هذا المجال لرسم و ومصلحة سیاساتها للتأثیر على الرأي العام الأمریكي والعربي والعالمي، فهي عبر استراتیجیّة إعلامیة وطنیّة رصینة تعدّها بیوت الخبرة و مراكز الدراسات المعنیّة، التي تعمل على دراسات خاصة تقوم بمسح الرأي العام.
ومن ثم تستعمل كل ذلك في أسالیب الدعایّة بأدوات متعددة، ولا غرابة إذا علمنا أن الولایات المتحدة الأمریكیة تمتلك أكبر ترسانة إعلامیة في العالم من مؤسسات ووسائل إعلام ووكالات إخباریّة وإذاعات وصحف ومجلات. وبالتالي یولّد لدیه تصوراً بمعنى رأیاً عن المواقف والقضایا، من خلال ما تطرحه تلك الوكالات من مواد إعلامیة خبریّة أو تغطیّة أحداث عالمیّة ذات صیغ دعائیّة، عبر تلك المؤسسات الإعلامیّة بوسائلها المختلفة.


شارك المقالة: