عوامل التغيير التي تحدثها العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية:
تمثل العلاقات العامة جانباً هاماً من جوانب الإدارة سواء في مؤسسات الأعمال أو في المؤسسات الحكومية، فهي لا تخرج من كونها نشاطاً يهدف للحصول على ثقة وتأييد الجماهير المختلفة لأهداف وسياسات وإنجازات المنظمة، وخلق جو من الألفة والتعاون ما بين المنظمة وجماهيرها المختلفة الداخلية والخارجية، وهذا كلّه يعتمد على وجود سياسات سليمة وإعلام صادق على نطاق واسع.
ولا تتغير مهام العلاقات العامة وجمهورها في المؤسسات الحكومية عنها في المؤسسات والمشروعات الصناعية والتجارية، فهي يكون هدفها في النهاية خلق جو من الثقة والفهم المشترك ما بين المؤسسة وبين الجمهور الداخلي والخارجي. والعلاقات العامة في مجال المؤسسات الحكومية لها أهمية بارزة حيث تمارس الحكومة أعباء ضخمة ومسؤوليات عديدة تجاه أفراد المجتمع، وهذا ما أدى إلى توسع حجم الجهاز الحكومي.
ومن هنا كانت أهمية العلاقات الحسنة بين المؤسسة وجمهورها بما يضمن دعم ثقة الجمهور فيها، من خلال اطلاعه على الحقائق والمعلومات عن أهداف المنظمة وسياساتها وخططها وإنجازاتها، وإقناع الجمهور بدور الأنشطة التي تبذلها المنظمة لخدمة المواطنين، والدور الهام الذي يقوم به الموظفون العاملون في هذا المجال، ويجب إعلام الجمهور بصراحة بالمشكلات التي تتعرض لها المنظمة في تقديمها برسالتها، وشرح ما يصدر من تشريعات وأنظمة وقرارات، وزيادة إدراك الجمهور في المجال المالي والاقتصادي من خلال تقديم المعلومات المالية والاقتصادية.
وكما يتم تحفيز الجمهور على الاهتمام بأمور الإدارة العامة وتتبع أعمالها والوقوف على تقديمها، وتعزيز الدعم والمساءلة للتصرفات والسياسات الحكومية؛ من أجل جعل الجمهور يدرك ويفهم هذه التصرفات والسياسات ويدخل في مجال العلاقات العامة في الحكومة، وإعلام الجمهور بحقيقة الموقف الداخلي للحكومة ووجهات نظرها للأحداث المحلية والعالمية.
كما يدخل في مجال العلاقات العامة في المؤسسات الحكومة النشاط الذي تمارسه الإدارة لتحديد وتوجيه سياساتها، بما يتلاءم مع مصالح الجمهور باعتبار أن الرأي العام له دور قوي على الحكومة، لكونه يساعد في رسم السياسة العامة للدولة، فالقوانين والتشريعات تصدر وفقاً لآراء جماهير الشعب، بل أن الحكومات تستمد سلطتها الحقيقية من الرأي العام. ولهذا تبدو أهمية الوقوف على آراء الجماهير ووجهات نظرها لأخذها في الحسبان عند إصدارات التشريعات والقوانين.