مفهوم الصحفي كحارس للأخبار:
فلقد ظهرت العديد من الأبواب الإعلامية والباحثين والذي أطلقوا مصطلح الصحفي على أنَّه حارس للأخبار أو الموضوعات الإخبارية وبعضهم أشاروا على أنَّ الصحفي مستشار للأخبار التي يتم تناولها في الوسائل الإعلامية، وهو ما ساهم في انقسام علماء الاتصال إلى نوعين أحدهم دخل إلى علم الاجتماع الإعلامي؛ وذلك من أجل تحديد مفهوم الصحفي والآخر اتجه إلى علم النفس الإعلامي.
وبالتالي فإنَّ علم الاجتماع الإعلامي أكد على أنَّ الصحفي بمثابة رجل حارس للأخبار الإعلامية المختلفة، حيث تكون مهمته الرئيسية هي البحث عن الموضوعات الإخبارية أو القضايا والتأكيد عليها من خلال الحصول على المصادر الإخبارية ومن ثمَّ العمل على توزيعها ونشرها وفقاً للأسس والمعايير الصحفية.
كما يعتمد الصحفي هنا على الموضوعية في تناولها للأحداث، بحيث يسعى إلى الوقوف على أوجه الفرق والتشابه ما بين الآراء والأخبار الصحفية، بالإضافة إلى ذلك فهو لا يستطيع تحديد كافة المصادر وخاصة المصادر السرية والتي لا ترغب في الإفصاح عن هويتها.
بينما مفهوم الصحفي كمستشار فيها، فلقد أكد علم النفس الإعلامي على أنَّ الصحفي هنا يتبنى كافة المواقف الاستشارية المعقدة، كما يكون من الضروري أن يلتزموا بالعناصر الإخبارية المحيطة بالمجتمع المستهدف، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ الصحفي في هذه الحالة لا يتمكن من الوصول إلى السلطات الإخبارية وليس كما هو الحال في علم الاجتماع الإعلامي والذي يتمكن من الوصول إلى كافة السلطات الصحفية أو الإخبارية.
وعليه فإنَّ الصحفي المستشار يعتمد بشكل رئيسي على المحامي أو الشخصية السياسية؛ من أجل الحصول على معلومات أو بينات متعلقة بالموضوع الإخباري المقدم، كما لا يهتم الصحفي المستشار بالبحث عن الموضوعية وذلك على اعتبار أنَّ الموضوعية تسعى إلى تشكيل صراع ما بين العمليات الاجتماعية وما بين العمليات السياسية، وخاصة في مرحلة الحصول على المعلومات والمعارف.
كما يتعرض الصحفي المستشار إلى مجموعة من المخاطر التي تكون ذات صلة في تناوله للآراء في الأعمدة الصحفية أو التقارير الصحفية، بحيث يجعل الفنون الصحفية في صورة مشوهة ولا تؤدي الأهداف الأساسية للإعلام، كما لا تستند على المبادئ الصحفية وهو ما يجعل الصحفي محفوف بالمخاطر.