أهمية البرامج الحوارية في صناعة الرأي العام:
تعتبر البرامج الحوارية من أهم وأكثر البرامج ضرورية في صناعة وتشكيل الرأي العام، بحيث تساهم في بناء النقاش والجدال حيال القضايا المطروحة، بغض النظر عن نوع البرنامج الحواري، فقد يكون برنامج حوار للشخصيات، حوار المعلومة، حوار الرأي وحوار يتعلق بالندوات والمحاضرات.
حيث تعتمد البرامج الحوارية على ضرورة استضافة شخص أو مجموعة من الأشخاص الذين يقومون على تقديم المعلومات المتخصصة والتي تكون ذات علاقة وثيقة بما يجري، بحيث يساهمون في تفسير الوقائع والأحداث، بالإضافة إلى قدرتها على خلق ما يسمى بالفضاء العقلاني من الحوار.
وبالتالي فإنَّ البرامج الحوارية تحتّل سمة التأثير والاستحواذ على الجماهير والتي بدورها تلعب دور في التأثير على الآراء العامة، بحيث تساعد السياسين في إدراك الحياة الاجتماعية والسياسية، والتي تلعب دور في دعم المواقف والقرارات التي تكون صائبة بنظر السلطة أولاً ومن ثمَّ القوة المجتمعية.
كما تعتبر البرامج الحوارية السياسية، من أهم البرامج التي تساعد على تشكيل الرأي العام حول مجموعة من القضايا المتناولة، كما أنه لا بُدّ من توفير وتقديم كافة الآراء المتعارضة والمختلفة، على أن تكون ذات علاقة بالموضوعات التي سيتم مناقشتها، بالإضافة إلى إبراز كافة الشخصيات التي تكون هامة ومسيطرة في المجتمع، بحيث تقوم البرامج الحوارية في تقديمها للجمهور.
كما تساهم في خلق ما يُسمّى بالتأثير الداعم في كافة القطاعات المتنوعة، ومن جميع الفئات المجتمعية، كما تساهم في تفسير مجموعة من الظواهر والأحداث التي تكون غامضة وغير واضحة المعالم للمجتمع، بالإضافة إلى قدرتها على دحض وطمس معظم الآراء، وخاصة تلك الآراء التي لا تكون متوافقة مع وجهات النظر الداعمة.
أما فيما بعد فلقد تم استخدام البرامج الحوارية في النظام السياسي، بحيث ساعدت على إمداد السياسيين بالمعلومات الضرورية والكافية، والتي تكون ذات علاقة بالتنشئة والبيئة السياسية، بحيث يكون ذلك من خلال الخطابات الرسمية، كما تقوم في خلق شعور الاهتمام باحتياجات الجماهير، وذلك من قبل متخذي القرارات السياسية وقادة الرأي العام، كما لعبت دور في التغطية الإخبارية والتي تساهم في زيادة التأييد من قبل الجمهور في اتخاذ القرارات السلميّة حيال السياسات الحكومية، كما وفرّت للحكومة أيضاً بتقييم هذه القرارات في معظم الأحيان.