أكد العلماء والباحثين في المجالات الإعلامية على تحديد مجموعة من النظريات الإعلامية التي تلعب دور كبير ومؤثر في قياس درجة ومدى فاعلية مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الجمهور الإعلامي المستهدف، على أن يتم من خلالها التعرف على كيفية الاستجابة وكيفية التعامل معها.
نبذة عن نظريات تأثير مواقع التواصل الاجتماعي
لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ مفهوم التأثير الاجتماعي الذي يرتبط بالوسائل الإعلامية الحديثة والمتطورة تسهم في تشجيع الفئات الجماهيرية بغض النظر عن نوعها سواء كانت نساء أو أطفال أو شباب أو مهندسين أو صحفيين وغيرهم، بحيث يتم من خلال التأثير الاجتماعي استعمال مجموعة من الأدوات التفاعلية الكبيرة تجاه الرسائل والمحتويات الإعلامية، كما يتم من خلال التأثير الاجتماعي استعمال التطبيقات الاتصالية الحديثة من مثل الفيس بوك، البريد الإلكتروني وتطبيق السكايب؛ وذلك من أجل تقريب مفهوم التواصل المباشر ذو الاتجاهات المختلفة وربطها الجماهير الإعلامية المنتشرة حول العالم.
بالإضافة إلى ذلك لقد ساعدت التأثيرات الاجتماعية على إيجاد مجموعة من النظريات الإعلامية التي تم تحديدها من قبل علم النفس وعلم الاتصالات والتي حددت مفهوم عام للجماهير الإعلامية والمجتمعات التي تركز على السلوكيات المؤثرة ذات أهداف وظائف معينة، مع أهمية تركيز على الوسائل الإعلامية على استعمال نظريات تأثير مواقع التواصل الاجتماعي أو الإعلام الحديث؛ من أجل دراسة الآثار الفردية والاجتماعية المتحققة في الوسائل الإعلامية، مع أهمية قدرتها على الربط والمزج ما بين التخصصات العلمية، الأدبية، الإعلامية والاتصالية مع بعضها البعض وبطرق جذابة وبأساليب مبتكرة.
نظريات تأثير مواقع التواصل الاجتماعي
نظرية الاستجابة الشرطية البسيطة
حيث يقصد بها النظرية الإعلامية التي تسعى إلى تحديد وجهة النظر الملائمة مع قوة الوسائل الإعلامية والاتصالية على اعتبارها من الوسائل التي تحدد التأثيرات المباشرة والمعتمدة على المصادر الإخبارية والإعلامية أكثر من اعتمادها على طبيعة المتلقي أو مستقبل الرسالة الإعلامية.
نظرية الفروق الفردية
حيث يقصد بها النظرية التي تهتم بشكل كبير بالاختلافات الحاصلة في طبيعة الجمهور الإعلامي أو المتلقي للرسالة الإعلامية الصحفية، على أن تشتمل الرسالة على مجموعة من السمات والخصائص التي تكون ذات فاعلية مع الخصائص الجماهيرية، لذا تعتمد نظرية الفروق الفردية على فكرة استقطاب الجمهور الإعلامي المختلف الذي يستجيب للمنبهات الإعلامية بطرق متنوعة ومتعددة.
نظرية الفئات الاجتماعية
حيث يقصد بها النظرية الإعلامية التي تشير على أنَّ الجمهور الإعلامي يتأثر بالرسالة الإعلامية بشكل تدريجي، كما يكون ذلك وفقاً لمجموعة من المتغيرات المرتبطة في الأوضاع الاجتماعية للجمهور سواء كانت متغيرات مرتبطة بالدين أو النوع أو المهنة وغيرها.
وبالتالي يكون من الضروري التركيز على أنَّ نظرية الفئات الاجتماعية تسعى إلى اختيار أعضاء الجمهور الإعلامي المستهدف من كل طبقة، على أن يتم انتقائها؛ من أجل الوصول إلى التأثير المتشابه حيال المضامين الإعلامية، كما تكون الاستجابة الإعلامية بطرق متطابقة ومتساوية بشكل كبير مع النواحي الفكرية، الإعلامية والصحفية الواحدة.
نظرية العلاقات الاجتماعية
حيث يقصد بها النظريات الإعلامية التي تعتمد على تقديم مجموعة من النتائج الدراسية والبحثية؛ من أجل التعرف على مفهوم السيكولوجية الاجتماعية التي تحدثها مواقع التواصل الاجتماعي على مجموعة كبيرة من الجمهور على أن يكون التأثير بشكل شخصي.
بالإضافة إلى ذلك فإنَّ نظرية العلاقات الاجتماعية من النظريات الإعلامية المفسرة لمواقع التواصل الاجتماعي غير الرسمية والتي تساهم في تحقيق مجموعة من الأهداف المترتبة على تشكيل الطرق الإعلامية التي يتم الاستجابة لها بشكل فردي تجاه الرسائل الصحفية وإعدادها بشكل جذاب وملفت للانتباه بغض النظر عن الوسيلة الاتصالية أو الجماهيرية المستخدمة.
نظرية المعايير الثقافية
حيث يقصد بها النظرية الإعلامية التي تؤكد على أنَّ الوسائل الاتصالية الحديثة تساعد على خلق بيئة يتم عن طريقها عرض الرسائل والموضوعات الإعلامية الانتقائية، على أن تؤكد على المحتويات الصحفية والانطباعات التي تقدمها، مع أهمية اعتمادها بشكل كبير على المعايير الثقافية العامة ذات الارتباط الوثيق بالمحتويات الصحفية التي تحظى باهتمام كبير.
وعليه فإنَّ نظرية المعايير الثقافية ساهمت في تحديد مجموعة من الأسس أو الاعتبارات أو المعايير أو المبادئ التي يجب اتباعها بشكل منطقي، ومحددة للطرق الإعلامية الخاصة؛ من أجل التعبير عن السلوكيات الفردية المتعلقة بالمتابعة الاتصالية ذات النوعية المختلفة والتي تحكمها موضوعات أو وسائل إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.