يعتبر مفهوم فجوة العقل الإعلامي من المفاهيم التي ظهرت بالتزامن مع انتشار النظريات الإعلامية في حقل الوسائل والمؤسسات الإعلامية المختلفة، بحيث تختلف دوافعها وأسبابها؛ وذلك بحسب الخلافات التي أكد عليها الباحثين في مجال الاتصال والإعلام، بالإضافة إلى الممارسين الإعلاميين، بحيث سعت الحقول الإعلامية إلى توضيح مفهوم فجوة العقل الإعلامي التي يتم إعدادها من قبل مجموعة من القوى التي تتحكم في السوق الإعلامي العالمي؛ وذلك من أجل القضاء على مفهوم العولمة سواء كان في التعاليم الدينية أو في الثقافة أو في المستويات التعليمية.
وعليه فإنَّ مفهوم فجوة العقل الإعلامي تركز بشكل كبير على التحديات الحضارية التي ظهرت في ظل الصراع الثقافي في المجالات الإعلامية، كما أنها شغلت موقعاً مركز ساهمت في تتعدد شبكات الإنتاج الإعلامي وإنشاء الاستراتيجيات الصحفية التي تساعد على تشكيل منظومة من العلاقات الإعلامية على المستوى الدولي والسياسي، وذلك من خلال مفهوم الشرعية الدولية، كما تسعة فلسفة فجوة العقل الإعلامي إلى ترويج الأنشطة والمستويات الثقافية.
بالإضافة إلى ذلك فإنَّ فجوة العقل الإعلامي لا تتجاهل المعادلات المرتبطة بتطور المحتويات المعلوماتية أو الإعلامية ما بين الوسائل العربية أو الغربية، بل ساعدت على توفير تكنولوجيا متطورة من المعلومات والاتصالات وذلك من خلال مجموعة من المجالات الرئيسية منها:
- مجال التعددية في الرؤي النظرية والفلسفية لفجوة العقل الإعلامي، بحيث يعتبر هذا المجال من المجالات المتعلقة في الحقل المعرفي الأكثر أهمية في الإعلام.
- مجال التنوع في الممارسات المهنية التي تقدمها الوسائل الإعلامية بكافة أنواعها وأشكالها سواء كانت وسائل إذاعية أو وسائل صحفية أو وسائل فضائية.
- مجال طبيعة الجماهير الإعلامية المتلقية، بحيث يعتبر من أهم المجالات التي تسعى إلى التباين ما بين المجالات الثقافية والاقتصادية والديموغرافية المرتبطة بطبيعة الجمهور، على أن يتم الاهتمام في عملية تعدد المستويات الواعية في الحقول الاجتماعية والسياسية.
أهمية فجوة العقل الإعلامي
تلعب فجوة العقل الإعلامي دور مهم في التأثير على حل إشكالية الرقابة والوظائف الإعلامية التي تم اعتمادها ضمن النظريات الأمبريقية التي تمزج ما بين السياقات الإعلامية والسياقات الاجتماعية والثقافية، كما تساعد على تحديث وتطوير المجتمعات النامية، وذلك من خلال نقد التيارات الإعلامية الناقدة للفكر الاجتماعي وبالأخص في سيطرة الوسائل الإعلامية الغربية على الوسائل الإعلامية العربية، وذلك في قدرتها على تقديم أساليب الإنتاج الإعلامي الأكثر تميزاً.
بالإضافة إلى ذلك فلقد سعى الباحثين في مجال دراسة الضوابط الاجتماعية في فجوة العقل الإعلامي وتحديد الحقائق النقدية التي تساهم في تطوير نظريات الاتصال والإعلام ودراستها ضمن السياقات الثقافية في الرؤى والنظريات الإعلامية الماركسية والتي تؤكد على المخاطر التي ساهمت في السيطرة على الوسائل الإعلامية والطبقات الفكرية السياسية والاقتصادية، مع أهمية تركيز فجوة العقل الإعلامي على تغيير الحركات التخصصية التي ساعدت على اكتشاف النظرية والوسائل الاتصالية التي تلعب تأثير متبادل في البحوث الإعلامية وتتسع في المجالات الجغرافية الإعلامية وبالأخص في بحوث الاتصال والنظريات الرياضية.
فلقد شهدت الوسائل الإعلامية في السنوات الأخيرة مجموعة من التصورات النقدية التي ظهرت بالتزامن مع مفهوم فجوة العقل الإعلامي على أن تكشف الوظائف القياسية التي تؤكد على أهمية الأطر الإعلامية التي تسلط الضوء على التناقضات القائمة تجاه النسق الإعلامي والمعرفي، بحيث يتم من خلال البحوث الإعلامية والاتصالية إعادة بناء التركيب والدلالات والمفاهيم المؤثرة على السلوكيات الفردية وربطها في فجوة العقل الإعلامي والقدرات التعليمية على أن يتم تحديد أنماط الكشف عن الثقافات التنموية والتبعية وعلاقتها في العلوم الاجتماعية والطبيعية.
كما تتأثر فجوة العقل الإعلامي بالسمات والخصائص الإيجابية التابعة للتراث في الحقول الاتصالية والصحفية، على أن يتم تقديم خطة رجعية ونقدية للتراث الإعلامي العلمي، مع أهمية الكشف عن الأسباب والدوافع المتكررة تجاه الموضوعات الإعلامية والإخبارية المتعددة، على أن يتم التحكم في الممارسات المهنية والإعلامية وضبط مصالحها الاجتماعية والسياسية والإجراءات والضغوط الاقتصادية المرتبطة في المصادر والأجهزة الرقابية ذات الأشكال المختلفة ومتابعتها، على أن يتم معالجة الضغوطات الإدارية والمهنية داخل المؤسسات الإعلامية بكافة أنواعها سواء كانت مؤسسات إذاعية أو تلفزيونية أو صحفية، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ فجوة العقل الإعلامي تساعد على إبراز المعايير الموضوعية المساهمة في قياس الأداء الإعلامي والمهني لكافة الصحفيين، الإعلاميين والمراسلين الميدانيين العاملين على إنتاج الممارسات المهنية والأنشطة الصحفية المختلفة.