يعد الإيقاع من العناصر قوية التأثير ولكن بلمسة رائعة، وهو يشير إلى كل عناصر التصميم من الخط والفراغ
والشكل واللون والنعومة والمنظر والملمس وعلى جمعهم معاً في الزخارف والتصاميم.
حيث أن عناصر الخط من اتجاه وسماكة واستمرارية وغيره فإنها تحتوي على موسوعة شاملة وكاملة من الإيقاع الذاتي، فالخطوط المتموجة تحقق تموجاً جميلاً ورائعاً، أما الخطوط المتعرجة والزجزاجية تعطي ذبذبات مهتزة ومتحركة، والخطوط المنكسرة تعطي تأثيراً متقطعاً ومتكسر في نفس الوقت حتى إذا كانت منكسرة بانتظام، أما إذا كانت غير منتظمة فإنها تعطي إيقاعاً مختصراً وقصيراً وتعلن الخطوط السمكية عن إيقاع مادي مؤكد.
أما الخطوط الرفيعة فتعطي إيقاعاً خفيفاً وجذاباً ورقيقاً، كما تعطي الخطوط المستقيمة المائلة إيقاعاً نشطاً ورائعاً جميلاً، والخطوط المنحنية كموج البحر تحمل تأثيرات متموجة وحادة وصعبة في نفس الوقت، وبذلك نرى أن أشكال الخطوط المتنوعة تضع نفسها في مجموعة عدد كبير من الإيقاعات المتنوعة.
ترتيب الفراغات بالتناسب مع الخطوط والأشكال يخدم الإيقاع بدرجة كبيرة، حيث نستطيع أن نجد العثور على الفراغات بين الخطوط ساهمت في تحقيق إيقاع فعال ومتتابع، لذلك يجب أن يكون هناك مساحة فراغ كافية بين الخطوط، وبالرغم من ذلك فإن الإيقاع ينساب بسهولة أكثر عندما تكون الفراغات صغيرة نوعاً ما بالنسبة للخط والشكل لكي تنقل النظر من خط الآخر بسهولة فتحافظ على إحساس الاتجاه والحركة، أما إذا زادت مساحة الفراغ فسوف تفقد نغمة الإيقاع.
أما الإيقاع في الملامس باستخدام أنواع وكثافات وحركات واتجاهات مختلفة، بحيث تتحرك معها العين مما يعطي إيقاعاً متناغماً.
حركات الأشكال المهتزة أو المتقطعة أو المتموجة كالتالي:
- الخط المتموج: الخطوط المتموجة توضح إيقاعاً متحركاً يتحرك بشكل متساوي على طول مساري.
- الخط الزجزاجي: الخطوط الزجزاجية تعطي نغمة إيقاعية منتظمة ومنظراً يوحي بالجمالية والرزانة.
- الخط الملتوي: الخط الملتوي الواحد يعطي إيقاعاً حلزونياً قوياً، حيث يشير إلى جذب الانتباه والتمتع بالنظر إليه.
- الخط المنكسر: الخط المنكسر يشكل إيقاعاً اهتزازياً وشبه منكسر وفي حالة النظر إليه يشير إلى التشتت.
- أشكال المعين:هي التي تشبه أسنان المنشار، تخلق إيقاعاً قاطعاً حاداً مع القطعة، في حال النظر إليها تجذب النظر والتمتع إليها.
- أشكال متموجة: الأشكال المتموجة تحقق إيقاعاً حسياً وحركياً وجمالياً في حال النظر إليها.
- الزخارف: الوحدات المنتشرة في التصميم تخلق إيقاعاً رائعاً وجميلاً وديناميكياً وحركياً في آن واحد.
الإيقاع والأسس الأخرى:
بالرغم من أن النقاط الأساسية المهمة الاتجاهية الخطية المركبة الأخرى ليست ذات أهمية كبيرة للإيقاع إلا أن جميعهم يحاولون فيه بعمق، كما أن عملية التكرار لإحداهما فمن الممكن أن يسيطر على نغمة الإيقاع ويزيدها بالاستمرارية، والتقيد بالتوازن يجدد إيقاعاً قوياً، بينما يكون التتابع حر الحركة ومرغوباً؛ بهدف الحصول على نغمة إيقاعية منسجمة وإحساس بالبداية والنهاية.
أما التبادل فيخلق إيقاعاً متغيراً ومفاجئاً، فالإيقاع في خط الزجزاج المتحرك يعيد حركته على فترة قصيرة، ويبقى يقفز من أعلى إلى أسفل باستمرارية.
أما التدرج فيحقق إيقاعاً يبحث حتماً عن الكمال والجمالية، كما أن نزول الخطوط والأشكال متغيرة بنعومة فوق الجسم، وفي الإيقاع المتموج ينظر إلى العين برشاقة وسهولة من منطقة أو اتجاه إلى آخر، أي أن الانتقال يحقق إيقاعاً ناعماً متدفقاً ورائعاً، وللإشعاع إيقاع متميز به، فالإشعاع يشمل التكرار المنظم المريح والتتابع المتعدد والتدرج كل هذا يحقق إيقاعات مختلفة.
أما التباين فإنه حينما يكون معتدلاً ومتوازناً فإنه يساعد على تحديد الإيقاعات المهمة مستخدماً عناصر عديدة ومركزاً
الاهتمام إلى حيث تحدث التغيرات، ويمكن للإيقاع أن يكون من المكونات المؤثرة في العديد من الأسس الأكثر تعقيداً، فبإمكانه أن يؤكد على نقطة مهمة بطريقة مرحة أو قوية وجميلة، كما يحدث في الخط الملتوي الواحد، حيث نجد الشكل الحلزوني يتفكك في إيقاع جميل مشيراً في النهاية إلى الوجه ومؤكداً عليه.
كما أن الإيقاع يوحي بالاستمرارية والتناغم والجمالية، مما يبرز في تحقيق التوازن والتناغم وحركة العين في كيفية السيطرة عليها بدقة الإيقاع، حيث تتحكم في النسب المختلفة أو تجدد تخيلات حول أطوال هذه النسب المختلفة وعروضها أو أحجامها، فالإيقاع مرتبط ومتوازي بالتناسب، والإيقاع يجعل استخدام العناصر منسجماً ومتناسقاً وجميلاً وإلا ما كان له القدرة على التماسك حتى يحصل على نغمة منتظمة ودقيقة.
وفي النهاية نجد أن الإيقاع يساهم ويسيطر بقوة في توازن الترابط والوحدة عن طريق السيطرة على الاستمرارية والتجانس والوحدة، فهو يخلق صلة وامتداد لحس الحركة ويحذف أي إحساس يقوم بالإنفصال أو عزل الوحدات، فيشعر الإنسان بتأثيرهم وتفاعلهم مع بعضهم بعضاً، الأمر الذي يخلق تناغماً وإيقاعاً كلياً شاملاً للإيقاع المطلوب.