يصنع الحرير ويخزن كسائل بروتيني في الغدد اللعابية لرأس الحشرة، وينتقل عبر أنابيب دقيقة لفوهة الغزل الموجودة تحت فم معظم الحشرات، بعكس العناكب، حيث توجد فوتها في الخلف على سطحها السفلي، وتعتبر دودة القز المنتج الرئيسي للحرير، على أنّ حشرات أخرى تفرز الحرير الطبيعي، ولكنها ذات كمية لا تذكر وأهميتها محلية فقط.
طريقة إنتاج الحرير الطبيعي:
- دودة القز: وهي المنتج الرئيسي لمادة الحرير الطبيعي.
- العناكب: يتميز حريرها بقوته ومرونته، ويوصف بأنه أقوى من الفولاذ لذا تُصنع منه الحبال الخاصة بربط الأشرعة في نفس الشراعية، ومرن أكثر من المطاط، كما يعتبر حريراً مثالياً للاستخدامات الطبية والصناعية وتسعى الأبحاث لمحاكاة عملية غزله.
- يرقة العث الغجري: تستخدم هذه اليرقة التي ليس لها قدرة على الطيران وتحتوي بغزارة على الشعر الحرير للتنقل، فتستعمل خيط الحرير كواقي ينقلها بالهواء لمسافات تكون بعيدة جداً عن مكان تواجدها الأصلي.
- دودة الخريف: تعتبر مثال للكثير من الحشرات التي تعمل يسروعاتها على عمل خيمة من الحرير؛ وذلك لتوفير الراحة والحماية من الأعداء المتواجدين بكثرة والتقلبات الجوية في مناطق مخصصة لها من تأمين الطعام لهم.
يصنع أغلب الحرير الطبيعي الخام من الشرنقة البيضوية لدودة القز، والتي تغلف الدودة نفسها بها قبل تحويلها إلى فراشة، ويسحب الحرير من الشرنقة على شكل ألياف مستمرة هي الحرير الخام، كما تبقى الفراشة الخارجة عن الشرنقة أياماً قليلة تضع فيها الأنثى البيض لجيل الدود الجديد على قطع من الورق أو القماش لتموت بعدها، وفي حال الحصول على عدة محاصيل في العام الواحد تتم عملية تفقيس البيض مباشرة بعد وضعه.
أما في حال وجود المحصول الواحد سنوياً فتتأخر عملية الفقس حتى نحصل على محصول ورق التوت الطازج في الموسم التالي، ممّا يستلزم الاحتفاظ بالبيض لمدة ستة أشهر في حاضنات مبردة صناعياً، كما يفقس البيض في الربيع بتركه لمدة شهر في صواني خاصة بحرارة 20 إلى 30 درجة، وبعد أن تتم عملية الفقس يرش ورق التوت الغض المفروم جيداً في صواني الفقس ليبدأ الدود الصغير بالتغذية ويزداد حجمه ووزنه بسرعة ملحوظة حتى يتم نموه خلال خمسة أسابيع تقريباً.
كما يكون طول الدودة بعد عملية فقسها (3 ملم)، وعند اكتمال النمو يصبح (90 ملم)، ووزنها يصبح 5 غرام، وبعد 24 ساعة من امتناع الدودة عن الأكل يتحول لونها الأخضر إلى الشفاف عند الرقبة، وعندها تبدأ الدودة في إخراج خيط الحرير من فوهة برأسها، ويكون الخيطان ملتصقان بمادة صمغية، وبعد أن تضمن الدودة استقرار مكانها تبدأ في تغليف نفسها بألياف الحرير التي قد يصل طولها إلى (1800 متر)، فتفرزها وترصها حولها طبقة فوق طبقة حتى يكتمل بناء الشرنقة فتتوقف عن الإفراز عندما تنفذ المادة المكونة للحرير.
ويتم تكوين الشرنقة خلال ثلاثة أو أربعة أيام فتصبح الدودة بعدها إلى يرقة، ثم بعد أسبوعين أو ثلاثة تصبح يرقة وتتكون في الآخر فراشة حية تثقب الشرنقة لتفتح لها طريقاً إلى الخارج، وتقوم بوضع البيض لتحفظ النسل وتكرره الدورة، وبالتالي يمكن القول أنّ دورة حياة الدودة عبارة عن أربع مراحل رئيسية وهي مرحلة البيض وتكون 10 إلى 14 يوم، ومرحلة اليرقة وتكون 27 يوم، ومرحلة العذراء وتكون 27 يوم، ومرحلة الفراشة الكاملة وتكون 10 أيام.
التفاعلات المؤثرة على الحرير الطبيعي:
- الحموض والأسس: تؤدي معالجة الحريرالطبيعي بالحموض أو القلويات المؤثرة عليه تأثيرً كبيراً، وتتعلق درجة الحموضة بدرجة حموضة الوسط، وتكون بأقل معدلاتها عند 4 إلى 8 خط الوسط، وقد تؤثر الحموض أكثر بكثير من القلويات، إذ ينحل الحرير بحمض كلور الماء المركز، ويتفكك بحمض الكبريت المركز بالطريقة المناسبة، وينحل الحرير المنزوع بحمض الكبريت بنسبة 80%، أمّا الحموض العضوية فينحل في المركز منها ويتأثر بشكل ضعيف في الممدد، وكذلك الحال بالنسبة للقلويات فإنها تؤثر بشكل كبير على الحرير بطريقة سلبية.
- الأكسدة: تهاجم المؤكسدات الحرير في مواضع ثلاث وهي طرف السلسلة الجانبي، ونهاية المؤكسدات تكون شديدة الحساسية تجاه الحرير، إذ يتضرر بالماء التي تكون تراكيزه عالية جداً، كما يتغير لونه إلى الأصفر عند تعرضه لأكسجين الهواء وضوء الشمس ويؤدي إلى عمليه تلفه ويصبح غير قابل لعملية التصنيع.
- تفاعلات متفرقة: حيث تحل بعض أملاح المعادن القلوية والقلوية الترابية، وللحرير الطبيعي شراهية عالية لامتصاص أملاح المعادن الثقيلة، فهو بتشرب من محلول القصدير الرباعي ما يقارب 100% من وزنه، كما تستخدم هذه الخاصية لتثقيل ألياف الحرير الطبيعي بالطريقة الصحيحة.