الذهب المستخدم في صناعة الحلي والمصوغات النوبية

اقرأ في هذا المقال


لعب الذهب دوراً بارزاً في الحضارات القديمة وبخاصةً في صناعة الحلي والمصوغات، وكانت مصر والنوبة من أكثر البلاد استخداماً للذهب وأقدمها، ويظهر أنّ المنقبين الأوائل لم يكن لديهم وسائل علميةً للتمييز بين المواد المختلفة إلّا عن طريق اللون والصلادة لهذا السبب أدخلوا الذهب والفضة ضمن نفس فئة أو مرتبة الأحجار الكريمة، ومع ذلك لقد أعطوا الأولوية للذهب ليتصدر كل المواد.

استخراج الذهب:

لقد حصل المصريون القدماء على الذهب من رواسب النهر في البداية، إلّا أنّهم في العصر التاريخي كانوا يحصلون عليه ممّا يُسمّى صحراء العرب أي الأراضي الجبلية الصحراوية التي تمتد بين النيل والبحر الأحمر إذ يوجد الذهب في عروق المرو (الكوارتز) في هذه الجبال وكان هناك عدة أنواع من الذهب منها: ذهب الصحراء، ذهب النوبة، ذهب آسيا، الذهب الأبيض، ذهب الالكترون.

ذهب الإلكترون:

هو نوع من الذهب يحتوي على نسبةً كبيرةً من الفضة وكان يوجد كسبيكةً طبيعيةً إلا أنّه صُنع بعد ذلك بمزج المعدنين بنسبٍ معينةٍ (خمسان من الذهب وثلاثة أخماس من الفضة)، فيكون لونه أقرب إلى لون الفضة فيكون أصفر باهت، والذهب الفضي (الالكترون) أصلد من الذهب وحده فهو أصلح منه في صناعة الحلي لذلك كان يُحبب إستعماله في مصر القديمة، ويرجع تاريخ استعماله إلى العصر العتيق (الأسرتين الأولى والثانية) وظل مستخدماً حتى الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين في صنع الحلي.

الذهب الأبيض:

الذهب الأبيض القديم: هو الذهب الذي يحتوي على مقدار كبير من الفضة يصل إلى 60% وبهذا كان يهبط ويقل مقدار الذهب في السبيكة وبالتالي ينخفض عيارها إلى حوالي عيار (9)، أما الآن فقد أمكن الحصول على سبيكة من الذهب الأبيض ذات عيار عال مثل عيار (18)، وذلك باستخدام النيكل الذي له تأثير كبير في تبييض لون الذهب، وتتكون السبيكة من هذا العيار عادةً من: 75% ذهب نقي، 10-20 زنك، 4-10 نيكل وعندما يُراد صنع سبيكةً قويةً صلدةً يُزاد مقدار النيكل في حدود النسبة المذكورة، أمّا إذا احتاج العمل سيكةً أقل صلادةً لسهولة تركيب الأحجار والمجوهرات فيقلل مقدار النيكل إلى أقل قدر ممكن.

الذهب الأخضر:

الذهب الأخضر: هو الذهب الذي يميل لونه إلى اللون الأخضر بإضافة نسبة معينة من الفضة، كتركيب إحدى سبائك الذهب المائلة إلى اللون الأخضر من عيار 18 (75% ذهب نقي، و25% فضة نقية).

الذهب الوردي (الأرجواني):

هو ذهب تمّت صياغته خلال الدولة الحديثة فقد كان يشع لوناً وردياً أرجوانياً نتيجة تغير كيميائي بطيء على مر القرون وهو تأثير مقصود يمكن بلوغه بوضوح بإضافة بعض أملاح الحديد إلى المعدن في بعض مراحل إنتاجه، وهنالك طريقةً أُخرى تتم بإضافة (الذهب الزائف) إلى الذهب عندما يكون منصهراً للوصول إلى هذا اللون المميز.

الذهب في عهد المجموعة الثالثة والرابعة:

كان في بلاد النوبة مناجم للذهب خلال عصر المجموعة الثالثة فقد استخدموه في صناعة الأساور والتمائم وخرزات من الذهب الأصفر وذهب الإلكترون، أما في عصر المجموعة الرابعة استخدم الذهب بكثرةً في صنع الحلي والأواني حتى أنّ عرش رمسيس الثاني كان من الالكترون الخالص.

الذهب في عصر مروى:

لقد كانت مروى غنيةً جداً بالذهب، فكان الذهب يحتل مركزاً مهماً بالنسبة للصادرات المروية، ولقد صُدّر إلى دولة البطالمة في مصر آنذاك كما قام ملوك البطالمة باستغلال مناجم النوبة السفلى وذلك بالاتفاق مع ملوك مروى، كما وصدَّرت مروى الذهب المترسب من مياه النيل الأزرق.

طريقة اختبار الذهب:

كان يُختبر الذهب عن طريق وضعه في فرن لتمتص النار أو تحرق ما فيه من موادٍ غريبةً إذا كان لها وجود حيث أنّها لا تظهر للعيان، ثم يوزن بعد ذلك لمقارنته بوزنه قبل إدخاله الفرن، وتُعد هذه العملية بمثابة تنقية للذهب (فصله عن الفضة).


شارك المقالة: