المخاطر البيولوجية المرتبطة بمزارع الأسماك

اقرأ في هذا المقال


التركيز على تحديد المخاطر البيولوجية المرتبطة بمزارع الأسماك:

على مدار العقد الماضي، بدأنا نشهد استقرار إمدادات الأسماك الغذائية من المصائد الإعتيادية، كذلك توسعاً سريعاً في إنتاج تربية الأحياء المائية، حيث يمر قطاع مصايد الأسماك بنفس التحول الذي يمر به قطاع الإنتاج الحيواني الغذائي، كذلك لم يعد الإنسان يبحث عن اللحوم، وفي السنوات المقبلة؛ سنعتمد إلى حد كبير على الأسماك المستزرعة كمصدر للأغذية البروتينية ذات القيمة الغذائية العالية.

كما تشير الدلائل الوبائية للأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية إلى أن الأسماك التي يتم حصادها من المحيطات المفتوحة يمكن اعتبارها عموماً أطعمة آمنة ومغذية، وذلك بشرط أن يتم تبريدها بسرعة والتعامل معها بشكل صحيح من ناحية أخرى، حيث ارتبطت منتجات تربية الأحياء المائية في بعض الأحيان بقضايا معينة تتعلق بسلامة الأغذية، كما أن خطر تلوث المنتجات بالعوامل الكيميائية والبيولوجية يكون أكبر في المياه العذبة والأنظمة البيئية الساحلية منه في البحار المفتوحة.

لذلك ستختلف قضايا سلامة الأغذية المرتبطة بمنتجات تربية الأحياء المائية من منطقة إلى أخرى، ومن موطن لآخر وستختلف وفقاً لطريقة الإنتاج وممارسات الإدارة والظروف البيئية، حيث أن العدوى الطفيلية التي تنتقل عن طريق الأغذية والأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية المرتبطة بالبكتيريا الممرضة وبقايا الكيماويات الزراعية.

كما تم تحديد العقاقير البيطرية والتلوث بالمعادن الثقيلة على أنها مخاطر محتملة لمنتجات تربية الأحياء المائية، بحيث تتنوع أصول هذه المخاوف المتعلقة بسلامة الأغذية وتتراوح بين ممارسات الاستزراع المائي غير الملائمة والتلوث البيئي والعادات الثقافية لإعداد الطعام واستهلاكه، وهكذا مع زيادة مساهمة تربية الأحياء المائية في إمدادات الأسماك الغذائية والتجارة الإقليمية والدولية؛ فإن التقييم والتنظيم المناسبين لأي مخاوف تتعلق بسلامة الأغذية تزداد أهمية.

المخاطر المشتركة المتعلقة بأنشطة تربية الأسماك:

هناك مخاطر متأصلة في جميع الأنشطة البشرية، بما في ذلك الأنشطة المتعلقة بإنتاج الغذاء، والتي قد تؤثر سلباً على صحة الإنسان وتربية الأحياء المائية ليست استثناءً. في هذا السياق، كذلك من المهم بشكل خاص إدراك أن هناك فرقاً جوهرياً بين الخطر والمخاطر.

لذلك فإن الخطر هو عامل بيولوجي أو كيميائي أو فيزيائي في الطعام أو في حالته، وذلك مع إمكانية التسبب في ضرر، وفي المقابل؛ فإن المخاطر هي تقدير لاحتمال وشدة الآثار الصحية الضارة على السكان المعرضين، حيث أن نتيجة المخاطر المتعلقة في الغذاء، وذلك إن فهم الارتباط بين الحد من المخاطر التي قد ترتبط بالأغذية وتقليل المخاطر التي يتعرض لها المستهلكون بسبب الآثار الصحية الضارة له أهمية خاصة في تطوير تدابير سلامة الأغذية المناسبة.

كما يُعد داء المشعرات المنقولة عن طريق الأسماك مرضاً مهماً في أجزاء مختلفة من العالم، كما تشير بيانات منظمة الصحة العالمية (منظمة الصحة العالمية لعام 1995م) إلى أن أكثر من 40 مليون شخص معظمهم في شرق وجنوب آسيا؛ قد تأثروا وأن أكثر من 10٪ من سكان العالم معرضون لخطر الإصابة.

كما أنه من المعروف أن مصايد المياه العذبة مصدر مهم للعدوى، ولا تتوفر سوى معلومات قليلة عن دور الأسماك المستزرعة والقشريات في انتشار الأمراض المرتبطة بابتلاع هذه الطفيليات، لذلك يكون طريق العدوى من خلال تناول (metacercareae) المغلفة القابلة للحياة من الطفيليات، والتي توجد في لحم أسماك المياه العذبة النيئة أو المطبوخة بشكل غير كافٍ أو المعالجة بالحد الأدنى.

المخاطر البيولوجية المرتبطة بتربية الأسماك:

قد يكون عدد كبير من أنواع الأسماك، منها المتواجدة في المياه البحرية والمياه العذبة، وذلك بمثابة مصدر للطفيليات المهمة طبياً، كما أن بعض هذه الطفيليات شديدة الإمراض والسبب الرئيسي للعدوى البشرية هو استهلاك الأسماك النيئة أو المطبوخة بشكل غير كافٍ.

كما كان واضحاً من الاجتماعات الدولية بهذا الخصوص؛ أن هذه العدوى منتشرة في عدد قليل فقط من البلدان في العالم وبشكل أساسي بين المجتمعات، حيث يعتبر تناول الأسماك النيئة أو غير المطبوخة بشكل كافٍ عادة ثقافية بشكل عام، حيث أن الأسماك هي العائل الوسيط لهذه الطفيليات ويصبح الإنسان العائل النهائي عندما يتم تناول الطفيليات.

كما يمكن أن توجد المخاطر الكيميائية في منتجات تربية الأحياء المائية من خلال التعرض لبعض المركبات المستخدمة في نظام تربية الأحياء المائية نفسه والتلوث الحاد والمزمن للممرات المائية أو مصادر المياه المستخدمة، حيث تُستخدم مجموعة كبيرة من المواد الكيميائية في تربية الأحياء المائية، كما تُستخدم الأسمدة الكيماوية على نطاق واسع في الأحواض المدارة شبه المكثفة لتحفيز تكاثر العوالق النباتية.

كذلك قد تكون هذه الأسمدة إما عضوية أو غير عضوية بطبيعتها وعادة ما تكون قابلة للذوبان في الماء، ويمكن تطبيقها كمركبات فردية، أو يمكن مزجها لتوفير سماد مختلط يحتوي على مركبين أو أكثر، وذلك على الرغم من أن بعض هذه المركبات يمكن اعتبارها مخاطر في حد ذاتها، في ضوء التركيزات وطرق الاستخدام، حيث خلصت مجموعة الدراسة إلى أنها تشكل خطراً ضئيلًا على سلامة الأغذية في منتجات تربية الأحياء المائية عند استخدامها بشكل مناسب.

كما أدركت مجموعة الدراسات أن استخدام العوامل المضادة للميكروبات في البيئة المائية هو مدعاة للقلق، وذلك سواء من حيث المخاطر البيئية المحتملة والآثار المحتملة على صحة الإنسان، حيث ترتبط الاهتمامات الرئيسية بالبيع غير المنظم واستخدام المضادات الحيوية كعوامل علاجية ومحفزات للنمو وزيادة كفاءة استخدام الأعلاف في أنظمة الاستزراع المكثف وشبه المكثف، كما تتعلق المخاطر بمخلفات الأدوية البيطرية وتطوير مقاومة مضادات الميكروبات الناتجة عن استخدام العوامل المضادة للميكروبات.

ومع ذلك، توجد بيانات محدودة عن المخاطر الصحية المرتبطة باستخدام مضادات الميكروبات في تربية الأحياء المائية، مما يحول دون التقييم الكمي للمخاطر، كما يمكن التحكم في المخلفات في المنتجات باتباع أوقات السحب الموصى بها، لذلك كان يُعتقد أن الانتقال المحتمل لمسببات الأمراض المقاومة لمضادات الميكروبات إلى البشر بسبب استخدام العقاقير البيطرية في تربية الأحياء المائية في المياه المعتدلة منخفض، ولكن ربما يكون أعلى في تربية الأحياء المائية الاستوائية، ولكن فقط في حالة استخدام المضادات الحيوية.

وأخيراً يمكن إدخال الأمراض البشرية التي تسببها البكتيريا المسببة للأمراض إلى أحواض الأسماك ومجاري المياه عن طريق الإضافة المتعمدة أو غير المقصودة للمخلفات البشرية والحيوانية، بينما تم تقديم الدليل في مجموعة الدراسة على أن البكتيريا والفيروسات المعوية تموت بسرعة في أحواض الأسماك المدارة جيداً، حيث توجد بعض الأدلة التي تشير إلى أن مسببات الأمراض المعوية يمكن أن تعيش وتلوث المنتجات المستزرعة.

كما يمكن لمسببات الأمراض التي تحدث بشكل طبيعي، مثل (Vibrio parahaemolyticus) و(Vibrio cholerae)، حيث أن تلوث منتجات تربية الأحياء المائية، لا سيما في مناخات المياه الدافئة وقد تورطت في الأمراض المنقولة عن طريق الأسماك.


شارك المقالة: