اقرأ في هذا المقال
أهمية التعرف على مخاطر عنصر البروم من حيث التركيب:
من المعروف بأن “عنصر البروم” هو عبارة عن سائل أحمر بني يكون في درجة الحرارة المحيطة، وله بخار ملون مشابه، كذلك له رائحة كريهة وخانقة، كما إنه عبارة عن عنصر غير معدني (غير فلزي) يكون سائلاً في الظروف العادية؛ لذلك فهو يتبخر بسهولة عند درجة الحرارة والضغط القياسيين في بخار أحمر له رائحة كريهة تشبه رائحة الكلور.
كما أن البروم أقل نشاطاً كيميائياً من الكلور والفلور ولكنه أكثر نشاطاً من اليود؛ فلذلك تعتبر مركباته تشبه تلك الموجودة في الهالوجينات الأخرى، لأن عنصر البروم قابل للذوبان في المذيبات العضوية والماء، كما يستخدم البروم في الصناعة لصنع مركبات برومو عضوية.
حيث كان أحد العوامل الرئيسية هو ثنائي بروموثان، وهو عامل للبنزين المحتوي على الرصاص، وذلك قبل أن يتم التخلص التدريجي منه إلى حد كبير بسبب الاعتبارات البيئية، حيث تستخدم البرومين العضوي الأخرى كمبيدات حشرية وفي طفايات الحريق وفي صناعة المستحضرات الصيدلانية.
أيضاً يستخدم البروم في صنع مواد التبخير والأصباغ وعوامل مقاومة اللهب ومركبات تنقية المياه والمطهرات والأدوية وعوامل التصوير الفوتوغرافي، وفي الزيوت النباتية البرومينية، والتي تستخدم كمستحلب في العديد من المشروبات المنكهة بنكهة الحمضيات.
البروم في البيئة:
البروم هو عنصر موجود بشكل طبيعي ويمكن العثور عليه في العديد من المواد غير العضوية، ومع ذلك؛ فقد بدأ البشر منذ سنوات عديدة في إدخال البرومينات العضوية في البيئة، حيث أن هذه كلها مركبات غير طبيعية ويمكن أن تسبب أضراراً جسيمة لصحة الإنسان والبيئة.
كما يحدث البروم الصخري المنتشر بشكل طبيعي في شكل أملاح بروميد، لذلك تراكمت “أملاح البروم” في مياه البحر، والتي يستخرج منها البروم، حيث يبلغ الإنتاج العالمي من البروم أكثر من (300.000) طن في السنة؛ وخاصةً في الدول المنتجة الرئيسية الثلاثة هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
الآثار الصحية للبروم:
البروم مادة تسبب ضراراً جسيماً للأنسجة البشرية في الحالة السائلة وأبخرة تهيج العين والحلق. أبخرة البروم شديدة السمية عند الاستنشاق، كما يمكن للبشر امتصاص البرومينات العضوية من خلال الجلد والطعام وأثناء التنفس.
كذلك يستخدم البروم العضوي على نطاق واسع كرذاذ لقتل الحشرات والآفات الأخرى غير المرغوب فيها، لكنها ليست سامة فقط للحيوانات التي تستخدم ضدها ولكن أيضاً للحيوانات الأكبر حجماً، وفي كثير من الحالات تكون سامة للإنسان أيضاً.
كما أن أهم الآثار الصحية التي يمكن أن تسببها الملوثات العضوية المحتوية على البروم هي خلل في الجهاز العصبي واضطرابات في المواد الوراثية، لكن البروم العضوي يمكن أن يتسبب أيضاً في تلف أعضاء مثل الكبد والكلى والرئتين والانحلال ويمكن أن يسبب خللاً في المعدة والجهاز الهضمي، حيث يمكن لبعض أشكال البروم العضوي، مثل بروم الإيثيلين، أن تسبب السرطان.
كما توجد البرومينات غير العضوية في الطبيعة، ولكن في حين أنها تحدث بشكل طبيعي؛ فقد أضاف البشر الكثير على مر السنين، وذلك من خلال الغذاء ومياه الشرب، حيث يمتص البشر جرعات عالية من البروم غير العضوي، بحيث يمكن أن تلحق البرومينات الضرر بالجهاز العصبي والغدة الدرقية.
التأثيرات البيئية للبروم:
غالباً ما يتم استخدام البروم العضوي كعوامل مطهرة ووقائية، وذلك نظراً لآثارها الضارة على الكائنات الحية الدقيقة، كذلك عندما يتم وضعها في البيوت البلاستيكية والأراضي الزراعية، حيث يمكن شطفها بسهولة بالمياه السطحية، مما له آثار صحية سلبية للغاية على البرغوث المائية والأسماك والكركند والطحالب.
كما أن البروم العضوي يضر أيضاً بالثدييات بشكل كبير ، وذلك خاصةً عندما يتراكم في أجسام فرائسها، كما أن أهم التأثيرات على الحيوانات هي تلف الأعصاب وبجانب ذلك تلف الحمض النووي، والذي يمكن أن يعزز أيضًا فرص الإصابة بالسرطان.
كذلك؛ فإنه يحدث امتصاص البروم العضوي من خلال الطعام ومن خلال التنفس ومن خلال الجلد، كما أن البروم العضوي غير قابل “للتحلل البيولوجي” بشكل كبير؛ خاصةً عندما تتحلل تتكون البرومينات غير العضوية، بحيث يمكن أن تلحق الضرر بالجهاز العصبي عند امتصاص جرعات عالية.
وأخيراً لقد حدث في الماضي أن البروم العضوي ينتهي به المطاف في طعام الماشية، لذلك كان لابد من قتل الآلاف من الأبقار والخنازير ومختلف الحيوانات من أجل منع عدوى البشر، كما عانت الماشية من أعراض مثل تلف الكبد وفقدان البصر ونضوب النمو وانخفاض المناعة وانخفاض إنتاج الحليب والعقم وتشوه الأطفال.