النقش اليدوي على الحلي

اقرأ في هذا المقال


كان قديماً يُستخدم النقش اليدوي على الحلي بواسطة أدوات بدائية رخيصة الثمن ومتوفرةٍ ويمكن الحصول عليها بسهولةٍ، إلى جانب إنخفاض الإجور رغم قلة النقاشين الفنيين الذين ينقشون على الذهب بالإضافة الى انخفاض سعر الذهب في ذلك الوقت بسبب قلة الطلب عليه، حيث كانت تتصف مصنوعات ذلك الوقت بثقل وزنها وسماكتها العالية مع درجة نقاوتها مما يدل على رخص المعدن وقلة الطلب عليه قياساً للوقت الحاضر الذي يتصف بخفة وزن القطعة وزيادة سعر معدن الذهب وزيادة أجور العمل.

النقش اليدوي على الحلي قديماً:

لقد كانت تتم عملية النقش اليدوي قديماً على الأساور العريضة وبعض الخلاخل والأطواق والأحزمة وكثيراً من القطع الفضية بسبب استخدام الفضة على نطاق واسع في تلك الفترة، ومن صفات النقش القديم: بروز بعض أجزاء النقش مع انخفاض في الأجزاء الأُخرى من النقش دون جلغ أو قطع أي جزء من الذهب أو الفضة أثناء عملية النقش.

النقش على الحلي باستخدام السنب:

كان الصائغ النقاش يقوم بعمل قطعةً فنيةً رائعةً بالنقش على الذهب بواسطة قضبانٍ حديديةٍ دقيقةٍ تسمى (السنب) وهي شبيهةً بالمسامير الكبيرة مع إختلاف رؤوسها حسب شكل النقوش أو الزخارف فمنها ما يكون رأسها على شكل هلال مسنن وأُخرى مدببةٍ بأحجامٍ متعددةٍ، ولكل قضيب (سنب) وظيفةً خاصةً لعمل جزء من النقش على الذهب أو الفضة يستخدمها النقاش عند الحاجة الواحدة تلو الأخرى، وكانت هذه القضبان تُصنع من قبل الصائغ نفسه دون الحاجة إلى شرائها من أحد لسهولة الحصول على القضبان الحديدية وربما من المسامير الكبيرة التي يُمكنه استغلالها لعمل قضبان (سنب) للنقش بها.

النقش على الحلي باستخدام مادة الجير:

مادة الزفت: هي نوع من أنواع الجير الطري الذي يتحول إلى سائل عند توجيه النار قريباً منه، فيقوم النقّاش بوضع الزفتة (الجير) على قطعة خشب حسب قطعة الحلي المراد نقشها، فتكون كمية الزفت سميكةً بحدود (5-8) سم وتكون قطعة الخشب كقاعدةً للزفت ثم توجه النار على الزفت لكي تجعل سطح الزفته أملساً ومستوياً دون تعرجات ثم يقوم بتسخين قطعة الذهب أو الفضة المراد نقشها حتى تسخن جيداً ويضعها على الزفتة كي تلتصق بها جيداً، ثم تُترك لتبرد ومن ثم يبدأ النقاش بالنقش على القطعة بواسطة الطرق بعد وضع القضيب المناسب والضرب عليه بالمطرقة مما يترك أثراً على القطعة حسب نموذج النقش.

النقش اليدوي في الوقت الحاضر:

تطور النقش اليدوي تطوراً بسيطاً في الوقت الحاضر لكن استطاع هذا التطور البسيط بإحداث تغيير جوهري على شكل وترتيب القطعة المنقوشة، فأصبحت أدوات النقش اليدوي عبارةً عن أقلام نقش خاصةٍ بأشكالٍ مختلفةٍ وذات رؤوسٍ هندسيةٍ عديدةٍ مصنوعةٍ من معدن (الستانلس ستيل) الصلب ومن أسمائها: المثلث، المبسط، نصف دائري، مربع، ولكل نوع من هذه الأشكال أنواعاً مختلفةً حسب نوع أجزاء النقشة المطلوبة، حيث تقوم هذه الأقلام بقطع جزء من الذهب أو الفضة تاركةً لمسة نقش في مكان القطع حسب شكل رأس القلم، ولكل قلم من أقلام النقش قبضةً خشبيةً شبه كروية تساعد النقّاش على مسك القلم كون النقش اليدوي يعتمد على قوة الضغط اليدوي بصورةٍ كاملةٍ.

طريقة النقش بالأقلام:

  • تُثبت القطع الذهبية أو الفضية على قاعدةً خشبيةً بواسطة مادة زفتية مصنوعة لغايات النقش تُسمّى (كملكا): تنصهر بالحرارة وتتصلب عند الإبتعاد عن مصدر النار، فتوضع كمية من المادة الزفتية على القاعدة الخشبية ثم تسلط النار على المادة الزفتية لتذوب ثم توضع عليها القطعة الذهبية أو الفضية وتُبعد عن مصدر النار فتلتصق بالقطعة جيداً عند تصلبها.
  • ثم يبدأ النّقاش بعملية النقش أو رسم تخطيط بواسطة قلم حبر على قطعة الذهب أو الفضة ثم يباشر بالنقش بواسطة أقلام النقش حسب أجزاء الرسم عن طريق وضع رأس قلم النقش الحاد كالشفرة على أحد خطوط الرسم بشكل مائل حسب سماكة القطعة، فعندما تكون قطعة الذهب سميكةً نقلل من ميل القلم على قطعة الذهب ويزداد ميل قلم النقش على قطعة الذهب عندما تكون قليلة السماكة.
  • بعد الانتهاء من نقش القطعة تنتزع من المادة الزفتية دون التأثير على لونها بواسطة تسليط الحرارة حول القطعة بهدوء لحين ذوبان المادة الزفتية ثم تُنتزع قطعة الذهب ببطء ثم تُغسل القطعة المنقوشة من بقايا المادة الزفتية العالقة بها من الخلف وتكون القطعة جاهزةً.

استخدامات الأقلام:

  • تُستخدم أقلام النقش المثلثة حادة الزواية: لنقش الخطوط الدقيقة والرفيعة كأغصان الأزهار وما شابه.
  • تُستخدم الأقلام المثلثة المنفرجة الزاوية: لنقش الأجزاء شبه البيضاوية كأوراق الأغصان.
  • تُستخدم الأقلام الهلالية أو نصف دائرية: لنقش الأجزاء العريضة من الرسمة كأوراق الأزهار وغيرها.

المصدر: فن صياغة الحلي الشعبية النوبية. تأليف: د. علي زين العابدين.صياغة الذهب. تأليف: حسن راضي أبو رقيبة.فن صناعة الحلي والإكسسوارات النسائية. تأليف: ساندي أليسون.علوم الذهب وصياغة المجوهرات. تأليف: محمد حسين جودي.


شارك المقالة: