تلعب الوظائف العامة للملابس دوراً هاماً في الانطباع الأول، فالملابس تستخدم كوسيلة للاتصال، كدافع، جذب انتباه، للانفصال، للنظام والتمرد، كما يعتمد الإحساس بالملابس على رأي الشخصي للفرد الذي يحكم عليها.
كما يختلف الناس في تقديمهم لأنماط الملابس تبعاً لأساليبهم، فهؤلاء الذين يرتدون ملابسهم بأساليب متشابهة بصفة عامة يتقاربون، بينما يتفادون هؤلاء الذين يرتدون ملابسهم بأساليب مختلفة عنهم، وغالباً ما يقابل كثرة تنوع الملابس بالنقد العنيف القاسي.
الوظائف العامة للملابس:
تعتبر الملابس دليل الفرد، فيمكن أن تحدد ما إذا كان ذلك الفرد مناسباً للمقابلة الشخصية في العمل أم لا، فالملابس قد لا تصنع الإنسان، ولكنها تقوم بالاتصال بين الناس، ويمكن أن تكون مؤشراً يعتمد عليه كبطارية لاختبارات علم النفس، كما أظهرت دراسة كونير لفحص تأثير الملابس على تكوين الانطباعات الأولية، وأن الملابس لها تأثير هام على تكوين هذه الانطباعات، وقد صممت هذه الدراسة لتوضيح مدى تأثير هذه الملابس على الأفراد ومدى تأثيرهم عليها.
كما ظهر أن اختلاف الملابس له تأثير قوي على الانطباع الاجتماعي، وتأثير ضئيل جداً على الانطباع الذهني، ويوضح التفاعل بين الفرد والملابس تأثيراً قوياً على الانطباع الاجتماعي، وتأثير أقل على الانطباع العضلي والذهني، كما يعتقد كونير أن هذه الدراسة أوضحت تأثير الملابس على تكوين الانطباع الأول، وأن درجة الارتباط بين الملابس وتكوين الانطباعات تتنوع مع الأبعاد المختلفة للانطباع الأول.
وقد قام كلينك بعمل عدة أبحاث دعمت ذلك المثل القديم (الملابس تصنع الإنسان) فأوضحت الدراسة أن المشاة على الأقدام يمكن أن يتأثروا بالملابس في إطاعتهم أو مخالفتهم لإشارات مرور المشاة، وقد قام عدة أساتذة بعمل تجربة لمعرفة أثر الملابس على الطلبة، فظهروا في الفصل الأول بملابس الكهنة الكاثوليك، ثم ظهروا في الفصول الأخرى بالبدل وأربطة العنق، وقد وجد أن الطلبة في الفصل الذي ظهر فيه الأساتذة بملابس الكهنة قد قدروا هؤلاء الأساتذة بأنهم أكثر خلقاً، حسنو السمعة، غير عاديين، وأيضاً أكثر تواضعاً عن هؤلاء الذين ظهروا فيها البدل وأربطة العنق.
كما قال زيونن في هذه الأيام ليس من السهل أن نتنبأ عن الناس من خلال ملابسهم، فغالباً ما ننخدغ بسبب الزي الرسمي أو طراز الملابس المحدد لوظيفة معينة، حيث أنه من الممكن أن يحدث خلط؛ وذلك لأن بعض المؤسسات تحتاج إلى موظفين يرتدون ملابسهم القديمة، بينما هم في حياتهم الخاصة يفضلون ارتداء أحدث موضات اللبس، وهناك بعض الدلائل المعقولة في أن عدم التوافق في الملبس يرجع إلى أسلوب مفاجئ في الحياة، وهو ما يشير إلى حرية الفرد.
سمات الملابس العامة:
هناك أمثلة لسمات الشخصية بالنسبة للملابس، فهناك شخص يرتدي أحدث الموضات بصفة مستمرة، وآخر يرتديها بعد انتهاء الموضة، والمرأة ذات الشعر المصفف، والمرأة ذات الشعر المتطاير، والرجل ذو الذقن أو الشارب، والفتاة في ملابس الرياضة، والرجل في ملابس التنس، فرموز الملابس ليست دائماً ثابتة، فأن الذوق قد يتأثر بالموضة السائدة أكثر ممّا تعكسه القيم الشخصية.
كما أن الارتداء المناسب للملابس يعتبر راحة نفسية للخيال الشخصي لكل فرد يعزز على الانطباع الذي يراه الآخرون، فاختيار الملابس هام، فهي تخبر الآخرين بشيء من التفصيل عن ذوقنا الذي يعتبر جزءاً متكاملاً من شخصيتنا، وما نرتديه يصور أفكارنا الشخصية، فطراز الملابس يرسل برقية، هل هذا الفرد جريء أم لا، يساير الموضة أو يخاف منها، مرح أو جاد، واقعي أو خيالي، كئيب أو مسرور، حيث أن كل هذه الانطباعات تنتقل من وإلى الآخرين ويرجع ذلك حسب ذوق كل شخص في طريقة اختياره للملابس بشكل جيد.
وقد تؤثر الملابس تأثيراً نافعاً على المجتمع، ويتضح ذلك إلى استثمار طلاب الجامعات أوقات فراغهم في مجالات العمل المختلفة وخاصاً في الإجازة الصيفية؛ وذلك للحصول على ما يلزم من ملابس حتى يظهروا بمظهر لائق بين زملائهم في الجامعة، وحتى يتكفلوا أيضاً بمصاريف تعليمهم وتخفيف العبء المادي عن ذويهم، وتؤثر أيضاُ الملابس الضيقة جداً وخاصة البنطلونات والملابس الداخلية على صحة أفراد المجتمع، فقد قيل أنها قد تسبب عمقاً لدى الشباب فيقف نمو المجتمع العددي، وتصبح أجياله هزيلة متأخرة بسبب سوء استخدام الملابس بالطريقة الصحيحة، حيث يجب أن تكون طريقة اختيار الملابس بشكل جيد ولائق ومناسب لكل من العمل والشغل والحفلات والمناسبات الخاصة.