المقدمة:
يعتبر فقدان السمع أحد أكثر الحالات الصحية المزمنة شيوعاً وخاصةً في الولايات المتحدة الأمريكية والشائع بين كبار السن تحديداً، حيث تأتي في المرتبة الثالثة بعد ارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل، ما يقرب من 1 من كل 4 حالات من فقدان السمع بين العمال سببها التعرض في العمل، كما تشمل حالات التعرض هذه ضوضاء عالية ومواد كيميائية يمكن أن تلحق الضرر بالسمع، مثل المذيبات العضوية والمعادن الثقيلة والمواد الخانقة.
ولمنع المزيد من العمال من فقدان سمعهم، نحتاج إلى معرفة حجم المشكلة وتحديد العمال الأكثر تعرضاً للخطر ومراقبة الاتجاهات في ضعف سمع العامل من أجل التحسين، وهذا يتطلب مراقبة وبائية، وهي جمع المعلومات المتعلقة بالصحة لتحليلها ونشرها للسيطرة على المرض أو الإصابة أو الوقاية منه، تعتمد جودة المراقبة على جودة المعلومات التي يتم جمعها.
قبل ذلك، كانت معظم تقديرات المراقبة تستند إلى المعلومات التي أبلغ عنها العمال الأفراد، لأن اختبارات سمع العمال لم تكن متاحة إلى حد كبير للتحليل، ولسوء الحظ عندما يتعين على الأفراد الحكم على جودة جلسة الاستماع الخاصة بهم، فإنهم يميلون إلى التقليل من حجم الصعوبة التي يواجهونها، أفضل طريقة لتحديد ما إذا كان العامل يعاني من ضعف السمع هو إجراء اختبار السمع، حيث تُلزم اللوائح الحكومية معظم العمال الأمريكيين المعرضين للضوضاء الصاخبة أثناء العمل بتلقي اختبارات السمع السنوية، لذلك توجد أعداد كبيرة من اختبارات سمع العمال.
أهم البيانات التي تم جمعها حول الموضوع:
في عام 2009 توصل كل من (SangWoo Tak) و(Geoffrey Calvert) إلى طريقة للحصول على أعداد كبيرة من اختبارات السمع للعمال، وولد مشروع (NIOSH) لمراقبة فقدان السمع المهني (OHL)، حيث تم الاتصال بخدمات الاختبار والذين يقومون بإجراء اختبارات سمع العامل، كما تشمل خدمات الاختبار هذه مقدمي خدمات قياس السمع وعيادات الصحة المهنية والمستشفيات وغيرها، كما تشير إليهم التعليمات كمقدمي للبيانات، تضمنت أيضا المعلومات التي شاركها مقدمو البيانات مع (NIOSH) نتائج اختبار السمع لكل عامل، والتركيبة السكانية للعامل مثل العمر والجنس، جميع البيانات التي تمت مشاركتها مع (NIOSH)، تحتوي على معلومات شخصية مثل الأسماء والعناوين المحذوفة لحماية هويات العمال وأصحاب العمل.
حتى الآن، تم عقد شراكة مع 18 مزوداً للبيانات وجمع حوالي 9 ملايين اختبار سمعي للعاملين المعرضين للضوضاء، هذه بيانات طولية، مما يعني أنه بالنسبة للعديد من العمال، لدينا اختبارات سمعية متعددة يتم إجراؤها بمرور الوقت، وهم مستمرون في جمع هذه البيانات في جميع الأوقات بالتعاون مع الخبراء المعنيين.
ما هي الفائدة من جمع هذه البيانات؟
تم تحديد صناعة اختبار السمع لكل عامل، لقد تم تطوير طرقاً لتحليل البيانات لتحديد حالات ضعف السمع التي لم يكن من المحتمل أن تكون قد حدثت أثناء العمل، حيث سمح ذلك بإنتاج تقديرات لعدد العمال المصابين بفقدان السمع المهني (انتشار) لكل صناعة أمريكية ودراسة المخاطر، ومع الأخذ في عين الاعتبار عوامل أخرى: مثل العمر والجنس، لقد تم نشر هذه المعلومات في المنشورات والنشرات الإخبارية والعروض التقديمية عبر (Twitter) وعلى مختلف مواقع الويب.
تم اكتشاف أن القطاعات الفرعية في صناعات التعدين والبناء والتصنيع لديها أعلى مخاطر لضعف السمع، حيث أكد هذا بعض الأبحاث السابقة، لكنه تمت الإشارة إلى ارتفاع معدل انتشار العمال المتضررين؛ خاصة داخل البناء، كما تبلغ نسبة انتشار ضعف السمع بين العمال في العديد من هذه الصناعات 24٪ أو أعلى (30٪ في بناء الطرق السريعة والشوارع والجسور)، وكانت النتيجة المفاجئة أن جميع الصناعات لديها مجموعات من العمال مع ارتفاع مخاطر فقدان السمع، بما في ذلك الرعاية الصحية والعقارات والتمويل، إذ لا توجد صناعة يكون فيها العمال “آمنين” من الإصابة بفقدان السمع أثناء العمل، كما يحتاج كل موقع عمل إلى تحديد العمال المعرضين وحمايتهم.